هل تشعر بألم غير مفسرًا في معدتك؟
في كثير من الأحيان، تمر أعراض سرطان المعدة دون أن نلتفت إليها، نظرًا لتشابه تلك الأعراض مع مشكلات عديدة تصيب الجهاز الهضمي، لذا يُعد سرطان المعدة من أنواع السرطانات التي يصعب اكتشافها مبكرًا.
نوضح لكم في هذا المقال ما هي أعراض سرطان المعدة؟ وأهم ما يميزها، ومتى تكون زيارة الطبيب مهمة؟
أعراض سرطان المعدة في بدايته
تنقسم أعراض سرطان المعدة إلى نوعين، مبكرة ومتقدمة، وفيما يلي أبرز أعراض سرطان المعدة المبكرة:
- الشعور بالشبع بسرعة بعد تناول كمية قليلة من الطعام، وهو ما يشير إلى تأثر جدار المعدة أو انقباضها بسبب نمو الورم.
- عسر الهضم المتكرر، خاصةً إذا كان لا يرتبط بنوعية الطعام أو لا يخف مع الأدوية المعتادة.
- الغثيان بعد الأكل دون وجود مبرر واضح لذلك.
- الانتفاخ أو التجشؤ الزائد، إذ يرتبط ذلك بتباطؤ حركة المعدة أو انسداد جزئي ناتج عن الورم.
- فقدان الشهية، وهو عرض شائع للعديد من الأمراض، لكنه يستدعي الانتباه عند استمراره لفترة طويلة دون وجود سبب واضح.
- ألم غير معلوم السبب في أعلى البطن، ويزداد في بعض الأحيان بعد الأكل.
تكمن المشكلة في أن هذه الأعراض قد تتداخل مع مشكلات صحية أخرى، ما يؤخر التشخيص ويصعب من علاج ورم المعدة الحميدة.
أعراض سرطان المعدة المتقدمة
مع تطور المرض إلى مراحل أصعب، تصبح علامات سرطان المعدة أكثر وضوحًا وحدة، وتعكس تأثير الورم على وظائف الجهاز الهضمي.
في هذه المرحلة، تظهر علامات خطيرة يجب التعامل معها بجدية وزيارة الطبيب فورًا، مثل:
-
فقدان الوزن غير المبرر
يحدث بسبب فقدان الشهية وسوء امتصاص العناصر الغذائية، أو زيادة استهلاك الطاقة في الجسم بسبب الورم، لذا عند ملاحظة فقدانًا في الوزن دون اتباع نظام غذائي أو زيادة في النشاط البدني، فإن ذلك يستدعي فحصًا طبيًا دقيقًا.
-
القيء المتكرر
يسبب الورم في المراحل المتقدمة انسدادًا جزئيًا أو كليًا في مخرج المعدة، ما يؤدي إلى صعوبة مرور الطعام إلى الأمعاء وبالتالي حدوث القيء بشكل متكرر، وقد يظهر الدم في القيء، نتيجة لتآكل الأوعية الدموية في جدار المعدة المتأثر بالورم، وهو علامة تستوجب التدخل الطبي العاجل.
-
وجود دم في البراز أو تغيّر لونه إلى الأسود
يُعد من أبرز الأعراض في مراحل سرطان المعدة المتقدمة، ويحدث نتيجة نزف الورم داخل المعدة، وغالبًا ما يصاحبه أعراض فقر الدم مثل الدوخة وشحوب الوجه.
-
التعب العام
ينتج عن مجموعة من العوامل، منها فقر الدم الناتج عن النزيف وسوء التغذية وفقدان الشهية، فيشعر المريض بالإرهاق حتى دون بذل مجهود، وبالرغم من ارتباط هذا العرض بأمراض عديدة، فإن استمراره وتزامنه مع الأعراض الأخرى يستدعي طلب الاستشارة الطبية.
تعرف علي: علاج سرطان المعدة الخبيث
هل تختلف الأعراض باختلاف موقع المرض في المعدة؟
قد تختلف أعراض سرطان المعدة نسبيًا حسب موقع الورم داخل المعدة، فإذا كان الورم في الجزء العلوي بالقرب من المريء، تظهر الأعراض المتعلقة بصعوبة البلع، أو الإحساس بألم عند الأكل، أما الأعراض المتعلقة بالغثيان والامتلاء السريع ترتبط بوجود الورم في الجزء السفلي من المعدة أو في مخرجها.
نود أن نؤكد على أن ظهور هذه الأعراض لا يعني بالضرورة الإصابة بسرطان المعدة، ولكنها تُعد علامات إنذارية مهمة، خصوصًا عند استمرارها لأكثر من بضعة أسابيع أو عند تكرارها دون تفسير واضح.
كيفية اكتشاف سرطان المعدة
تشترك أعراض سرطان المعدة مع العديد من المشكلات الشائعة مثل قرحة المعدة والتهاب المعدة وارتجاع المريء، ما يجعل التشخيص المبكر تحديًا كبيرًا سواء للمريض أو للطبيب، لكن توجد فروق دقيقة تساعد على التمييز بين الحالات الحميدة وتلك التي قد تكون إنذارات مبكرة لمرض خطير، فمثلًا:
- عند الإصابة بقرحة المعدة يزداد الألم في الجزء العلوي من البطن عادة بعد تناول الطعام أو عندما تكون المعدة فارغة، وتتحسن أعراضها عند تناول مضادات الحموضة، أما في حالة سرطان المعدة، فإن الألم لا يرتبط بتوقيت الوجبات، ولا يستجيب بنفس الفعالية للأدوية.
- عند معاناة التهاب المعدة يُظهر تحسنًا سريعًا مع العلاج بالمضادات الحيوية أو بتغيير نمط الأكل، بينما في سرطان المعدة، تبقى الأعراض مستمرة، وقد تزداد تدريجيًا رغم العلاج.
- أما ارتجاع المريء يصاحبه حرقة مع طعم حمضي أو مر في الفم خاصة بعد تناول الوجبات أو عند الاستلقاء، ويتحسن هذا الارتجاع مع تغييرات بسيطة في نمط الحياة أو تناول الأدوية المضادة للحموضة، أما سرطان المعدة يصاحبه أعراض غير معتادة مثل فقدان الشهية أو القيء الدموي.
ونؤكد أن استمرار الأعراض لعدة أسابيع رغم استخدام الأدوية وتغيير النظام الغذائي، تُعد مؤشرًا خطرًا ولا بد من الخضوع لفحوصات أكثر دقة مثل منظار المعدة.
تعرف علي: أفضل دكتور جراحة أورام في مصر
من هم الأكثر عرضة لظهور أعراض سرطان المعدة؟
تتضمن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بسرطان المعدة:
- الرجال.
- كبار السن.
- من لديهم تاريخ عائلي مع سرطان المعدة.
- المصابون بجرثومة المعدة.
- المدخنون.
- من يعانون التهابات مزمنة في المعدة.
ولهذا، فإن الوقاية تبدأ بالوعي والانتباه لأي تغيير في الهضم، ويُنصح الأشخاص المعرضين للخطر بشكل خاص بإجراء فحوصات دورية ومراجعة الطبيب عند ظهور أي أعراض غير معتادة، فالمتابعة الطبية المنتظمة -خاصة مع وجود عوامل خطر- تسهم في الكشف المبكر عن المرض وزيادة فرص العلاج والشفاء منه.
في النهاية، يمكن القول أن أعراض سرطان المعدة لا تكون واضحة في البداية أو تتشابه مع أعراض هضمية معتادة، ونصيحتك لك أن تستمع إلى جسدك، وإذا شعرت بأعراض غير طبيعية استمرت لفترة دون سبب واضح أو تحسن أن تستشير الطبيب ولا تؤجل الفحص ولا تستهين بالألم أو العرض الغير مبرر.