أعراض سرطان المهبل: إشارات خفية يجب الانتباه لها

أعراض سرطان المهبل

تمر على كثير من النساء أعراض مهبلية مرور الكرام؛ تُنسب أحيانًا للتغيرات الهرمونية أو الإجهاد أو العدوى البسيطة، لكن حين تتكرّر هذه الأعراض أو تتخذ طابعًا غير معتاد، يجب التوقف والانتباه! إذ تكتشف الكثير من النساء مرضًا خبيثًا بعد سنوات من التغاضي عن أعراض بدت بسيطة ومن بينها سرطان المهبل.

لهذا السبب، من الضروري التعرّف بدقة إلى أعراض سرطان المهبل، وفهم كيفية تمييزها عن المشكلات الشائعة الأخرى، خاصةً أن هذا السرطان من الأنواع النادرة التي لا تُشخّص عادة في مراحلها الأولى.

أعراض سرطان المهبل المبكر

قد تمر المرحلة الأولى من سرطان المهبل دون أي أعراض ملحوظة أو تُظهر أعراض لا تثير القلق مباشرة، وتشمل: 

  • نزيف مهبلي خفيف بين الدورات الشهرية أو بعد العلاقة الزوجية.
  • ملاحظة إفرازات غير معتادة، ذات رائحة قوية أو لون داكن.
  • الشعور بحكّة مهبلية مستمرة.
  • معاناة ألم خفيف في منطقة الحوض.
  • احتمالية ظهور ورم داخل المهبل يمكن الإحساس به باللمس.

هذه الأعراض، رغم بساطتها الظاهرة، تمثّل إشارات تحذيرية مبكرة لا يجب تجاهلها.

أعراض سرطان المهبل المتأخرة

عندما يتقدّم المرض، تصبح أعراض سرطان الجهاز التناسلي الأنثوي أكثر وضوحًا وحدّة كما يلي:

  • ظهور ألم مستمر في أسفل الظهر أو منطقة الحوض.
  • صعوبة في التبول أو التغوّط نتيجة ضغط الورم على المثانة أو المستقيم.
  • ظهور كتل واضحة في منطقة المهبل أو الشفرتين.
  • نزيف غزير بعد انقطاع الطمث.
  • تورمات في الفخذين نتيجة انتشار الخلايا السرطانية إلى العقد اللمفاوية.

بصورة عامة، كلما تأخر التشخيص زادت معاناة المريضة وظهرت أعراض جسدية معيقة للحياة اليومية.

أعراض سرطان المهبل بعد سن اليأس

في الفترة ما بعد انقطاع الطمث تقل نسبة الإستروجين وتتغير طبيعة الإفرازات المهبلية، ما يسبّب جفافًا وحكّة قد تبدو شبيهة بأعراض السرطان، وهنا تكمن خطورة تجاهل العلامات.

أي نزيف مهبلي بعد سن اليأس يجب اعتباره عرضًا خطيرًا إلى أن يثبت العكس، كذلك وجود آلام متكررة في الحوض أو شعور بثقل في المهبل لا يمكن تفسيره طبيعيًا.

ما يجب فهمه هو أن التغيرات الهرمونية في هذه المرحلة العمرية قد تُخفي تطوّر السرطان خلف مظاهر تبدو طبيعية.

أعراض سرطان المهبل وعنق الرحم

رغم التشابه بين أعراض سرطان المهبل وسرطان عنق الرحم،هناك فروقًا دقيقة تُساعد على التمييز بينهما.

في سرطان عنق الرحم، يُعد النزيف بعد الجماع أو بين الدورات الشهرية أكثر شيوعًا وارتباطًا مباشرة بموقع الورم في عنق الرحم، كما أن الإفرازات في حالات سرطان عنق الرحم غالبًا ما تكون مائية ومصحوبة برائحة قوية، وتظهر في مراحل متقدمة.

أما في سرطان المهبل، فقد يسبق النزيف شعور بالحكّة أو الإحساس بوجود ورم داخل المهبل، ويكون الألم موضعيًا في جدار المهبل أكثر منه في العمق.

كذلك، يزداد الإحساس بالضغط أو الامتلاء في المهبل في سرطان المهبل، بينما يكون الألم في الظهر أو الساقين أكثر شيوعًا في سرطان عنق الرحم نتيجة ضغط الورم على الأعصاب.

إقرأي عن: استئصال الرحم

الفرق بين أعراض سرطان المهبل والتهاب المهبل

للتعرف إلى ما هي علامات سرطان المهبل؟ بمزيد من الدقة علينا التفرقة بينها وبين بعض المشكلات التي تؤدي لأعراض مشابهة مثل التهاب المهبل، يمكن الاطلاع على أعراض سرطان المهبل بالصور.

يكمن الفارق الجوهري بينهما في مدة استمرار الأعراض واستجابتها للعلاج، ففي حالات الالتهاب، تختفي الأعراض عادة بعد استخدام مضادات فطرية أو مضادات حيوية موضعية.

أما في سرطان المهبل، فإن الإفرازات المهبلية تبقى مزعجة رغم العلاج، ويتواصل النزيف من دون سبب واضح إضافة إلى ذلك، الشعور بالألم في أثناء العلاقة الزوجية الناتج عن السرطان يكون أكثر عمقًا واستمرارية.

وسائل تشخيص سرطان المهبل

لا يعتمد تشخيص سرطان المهبل على الفحص الذاتي فقط، بل يتطلب فحصًا نسائيًا دقيقًا عن طريق:

  • المنظار المهبلي.
  • فحص عينة من الورم تحت الميكروسكوب.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية لتحديد مدى انتشار الورم.

أسباب سرطان المهبل

بعد التعرف إلى أعراض سرطان المهبل ينبغي علينا أن نفهم أيضًا أسباب هذا المرض، والعوامل المؤدية إلى سرطان المهبل متعددة، من أبرزها:

  • العدوى المزمنة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) (فيروس شائع ينتقل من خلال الاتصال الجنسي، وهو يُمثل أكثر الأسباب شيوعًا لسرطان المهبل).
  • التدخين نظرًا لتأثيره السلبي على مناعة الجسم والأنسجة المهبلية.
  • التعرض لعلاج إشعاعي سابق في منطقة الحوض.
  • التاريخ العائلي والعمر المتقدّم.

طرق علاج سرطان المهبل

يعتمد علاج سرطان المهبل على مرحلته ونوعه على النحو الآتي:

  • الجراحة: تُستخدم لإزالة الورم والأنسجة المحيطة به إذا كان محدودًا.
  • العلاج الإشعاعي: يُستخدم عندما ينتشر المرض موضعيًا.
  • العلاج الكيميائي: يدخل ضمن الخطة العلاجية للحالات المتقدمة أو مصاحبًا للعلاج الإشعاعي.

تخضع بعض الحالات للعلاج المناعي في حال ظهور طفرات جينية معينة، وبصورة عامة تظل خطة العلاج متغيّرة حسب الاستجابة ونوع الخلايا السرطانية.

إقرأي عن: ترميم المهبل

هل الإحساس بوجود جسم غريب في المهبل مؤشر على السرطان؟

الإحساس بوجود جسم غريب داخل المهبل قد يكون ناتجًا عن ورم أو كتلة سرطانية، وهو شعور لا يُستهان به، خصوصًا إذا رافقه نزيف أو ألم.

وفي حالات أخرى، قد يكون نتيجة لهبوط مهبلي أو التهابات، لكن الاستبعاد التام لاحتمال الورم لا يكون إلا بعد فحص متخصص.

أسئلة شائعة

لم تنتهي التساؤلات عن سرطان المهبل عند هذا الحد، إذ يوجد المزيد والمزيد من الأسئلة الشائعة بين المرضى، نجيب بعضًا منها فيما يلي:

هل الإفرازات المهبلية دائمًا مؤشر على السرطان؟

الإفرازات المهبلية ليست دائمًا علامة على السرطان، لكن إذا تغيّرت فجأة في اللون أو الكثافة أو الرائحة، أو استمرت رغم العلاج، فالافضل مراجعة الطبيب دون تأجيل.

هل يمكن أن يحدث سرطان المهبل دون أعراض؟

نعم، خاصة في بدايته، ولهذا فالفحص الدوري أمر ضروري.

هل سرطان المهبل معدٍ للزوج؟

السرطان نفسه ليس معديًا، لكن بعض الفيروسات المؤدية إليه، مثل HPV يمكن أن تنتقل جنسيًا.

الخلاصة

لا يكمن الخطر في سرطان المهبل وحده، بل في تجاهل أعراض سرطان المهبل أو الخلط بينها وبين حالات أبسط، فكل عرض له معنى، وكل تغيّر في الجسد له سبب، وتجاهل العلامات يُعطي للمرض مساحة للنمو، بينما الوعي واليقظة يعززان فرص التشخيص المبكر والعلاج الناجح.

لذا، يُعد الكشف الدوري والتعامل الجاد مع الأعراض، مهما بدت بسيطة، هو خط الدفاع الأول في مواجهة هذا المرض الصامت.