سرطان الثدي أحد أكثر أنواع السرطانات ظهورًا بين النساء، وهو نمو غير طبيعي للخلايا في أنسجة الثدي وقد يمتد أيضًا إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتتميز أعراضه بوجود كتلة في الثدي أو تغير في شكله أو حجمه، مع وجود تغيرات في الجلد مثل التجعيد أو التنقير أو انقلاب الحلمة أو ظهور إفرازات غير طبيعية من الحلمة.
عند ظهور هذه العلامات يفحص الطبيب الثدي فحصًا بدنيًا، ويطلب بعض الفحوصات الأخرى التأكيدية مثل أشعة أكس (ماموجرام) والتصوير بالرنين المغناطيسي أو فحص خزعة من أنسجة الثدي، ومن ثم يُقرر خضوع المريضة إلى استئصال الثدي، وهو ما سنتحدث عنه اليوم في مقالنا هذا.
استئصال الثدي
استئصال الثدي إجراء جراحي تخضع فيه المريضة لإزالة بعض أو جميع أنسجة الثدي، وتختلف أنواع عمليات أورام الثدي وفقًا لحجم وموقع ونوع ومرحلة الورم، وأيضًا حجم الثدي وتفضيلات المريضة، وقد تتضمن ما يلي:
استئصال الثدي الكلي أو البسيط
فيه يُزال الثدي بأكمله، بما في ذلك أنسجة الثدي والحلمة والهالة والجلد المغطي.
استئصال الثدي الجذري المعدل
يشمل أيضًا إزالة الثدي بأكمله بالإضافة إلى العقد الليمفاوية الموجودة تحت الإبط على نفس الجانب.
استئصال الثدي مع الحفاظ على الجلد
يُزال فيه أنسجة الثدي والحلمة والهالة، مع الحفاظ على معظم جلد الثدي لاستخدامه في عمليات إعادة بناء الثدي لاحقاً.
استئصال الثدي مع الحفاظ على الحلمة
تُزال فيه جميع أنسجة الثدي مع الحفاظ على الحلمة والهالة.
استئصال الثدي الوقائي
تخضع له النساء المعرضات لخطر كبير للإصابة بسرطان الثدي، ويتضمن إزالة أحد الثديين أو كليهما.
أسباب تستدعي خضوع المريضة إلى عملية استئصال الثدي
في بعض الحالات قد يكون استئصال الثدي هو الخيار الأنسب، وذلك في حال:
- وجود ورم سرطاني كبير لا سيما إذا كان حجم الورم كبيراً مقارنة بحجم الثدي.
- وجود عدة أورام سرطانية في مناطق مختلفة من الثدي، إذ يصعب استئصال جميع الأورام بصورة فعالة مع الحفاظ على الثدي في هذه الحالة.
- عدم إمكانية الخضوع للعلاج الإشعاعي، وذلك في حال وجود موانع للعلاج الإشعاعي مثل الحمل في مراحل معينة أو تلقي علاج إشعاعي سابق في نفس المنطقة.
- تكرار الإصابة بسرطان الثدي في نفس الثدي.
- تفضيل المريضة إذ أحيانًا تفضل بعض النساء استئصال الثدي على الخضوع إلى علاج إشعاعي أو كيماوي لأسباب شخصية أو نفسية.
- الإصابة بمرض باجيت في الثدي، وهو نوع نادر من سرطان الثدي يصيب منطقة الحلمة والهالة.
- علاج الورم الحميد في الثدي الذي لا يستجيب للعلاجات الأخرى.
بالإضافة إلى كَون العملية علاج للتخلص من الأورام السرطانية، فقد تُجرى كحل وقائي للنساء اللاتي لديهن خطر كبير للإصابة بسرطان الثدي بسبب:
- وجود طفرات جينية تزيد من خطر الإصابة، مثل طفرات في جينات BRCA1 أو BRCA2.
- وجود تاريخ عائلي قوي للإصابة بسرطان الثدي في سن مبكرة.
علاج أورام الثدي
يحدد الدكتور هيثم فكري كيفية علاج أورام الثدي اعتمادًا على مرحلة الورم السرطاني وخصائصه الحيوية والحالة الصحية العامة للمريضة، ومن ثم يُقرر الأنسب للحالة من بين الخيارات الآتية:
- العلاج الكيماوي، وفيه تتناول المريضة أدوية تهدف لقتل الورم السرطاني.
- العلاج بالإشعاع، يُستخدم فيه أشعة عالية الطاقة لتوجيهها نحو الورم السرطاني بهدف تقليل حجمه والتخلص منه.
- العلاج الهرموني، يستخدم لاستهداف خصائص محددة للورم السرطاني الذي ينمو نتيجة اعتماده على وجود هرمونات معينة.
- العلاج الجراحي، والذي سنتحدث عنه تفصيليًا في السطور القادمة.
عملية استئصال الثدي بالمنظار
يُعد استئصال الثدي بالمنظار تطوراً حديثاً في جراحة الثدي، فبدلاً من الشقوق الجراحية الكبيرة المستخدمة في الجراحات المفتوحة، يُجرى هذا التدخل المحدود عن طريق عدة شقوق صغيرة لا يتجاوز طولها بضعة سنتيمترات، وذلك على النحو التالي:
- يدخل الطبيب أنبوب رفيع مزود بكاميرا صغيرة (المنظار) وأدوات جراحية دقيقة من خلال هذه الشقوق.
- يُشاهد الطبيب صور مكبرة وواضحة للثدي والأنسجة المحيطة به على شاشة فيديو، مما يُتيح له إجراء العملية بدقة عالية.
مميزات استئصال الثدي بالمنظار
تحظى عملية استئصال الثدي بالمنظار بالعديد من المميزات مقارنة بالجراحة التقليدية، مما يجعلها خياراً موفقًا لكثير من المريضات، وقد تشمل المميزات ما يلي:
- شقوق جراحية أصغر مقارنة بالجراحة التقليدية مما يساهم في وجود ندبات أقل وضوحاً ويحسن المظهر الجمالي بعد الجراحة.
- شعور أقل بالألم بعد الجراحة وذلك نتيجة صِغر مساحة الشقوق الجراحية.
- فترة تعافي أقصر، إذ تتمكن المريضات عادةً من العودة إلى أنشطتهن اليومية بصورة أسرع.
- مدة إقامة أقصر في المستشفى مما يساهم في توفير تكاليف الإقامة.
- مخاطر أقل للعدوى وحدوث المضاعفات.
- نتائج تجميلية أفضل عن طريق الحفاظ على مساحة أكبر من الجلد وتقليل الندبات.
- دقة جراحية أكبر، إذ يسمح المنظار برؤية مكبرة تساعد الطبيب على استئصال الأنسجة بدقة أعلى، بالإضافة إلى إمكانية التعامل مع المناطق صعبة الوصول مع الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الأنسجة السليمة.
عملية استئصال الثدي عن طريق الروبوت الجراحي
استئصال الثدي باستخدام الروبوتات الجراحية من أحدث ما توصل إليه علم جراحة الأورام لا سيما في الحالات التي تتطلب دقة فائقة مع الحفاظ على المظهر الجمالي للثدي، وهو نظام مكون من عدة أذرع روبوتية حساسة للغاية مُدعمة بأدوات جراحية دقيقة وكاميرا عالية الجودة، ويستخدم على النحو الآتي:
- يُجرى الطبيب شقوقًا صغيرة الحجم، ليستطيع إدخال الأذرع الروبوتية عن طريقها.
- يتحكم الطبيب في الروبوت الجراحي عن طريق وحدة التحكم، التي تمكنه من رؤية المنطقة المستهدفة بدقة عالية عبر الكاميرا ثلاثية الأبعاد.
- يستخدم الطبيب المقابض ودواسات القدم للتحكم وتوجيه الأذرع إلى مناطق الورم لاستئصاله، وتعمل هذه الأذرع بدقة مماثلة لحركات يديه وأصابعه.
مميزات استئصال الثدي بالروبوت الجراحي
ينطوي استخدام الروبوتات الجراحية على عدة مميزات تتضمن ما يلي:
- دقة العالية إذ يوفر استخدام الروبوت الجراحي دقة استثنائية عالية في التعامل مع الورم، مما يُقلل الضرر الذي يمكن أن يُلحق بالأنسجة السليمة في أثناء العملية.
- مرونة أكبر في الحركة وذلك لما تمتلكه الأذرع الروبوتية من مدى حركي أوسع مقارنة باليد البشرية ومن ثم إمكانية الوصول إلى المناطق الأكثر ضيقًا وصعوبة وتنفيذ الجراحة بها بكل سهولة.
- تقليل نسب المخاطر والمضاعفات نتيجة استخدام الشقوق الصغيرة.
- قصر فترة تعافي نظرًا لصغر حجم الشق الجراحي ودقة الإجراء.
- تقليل الإجهاد البدني على الطبيب في أثناء إجراء العمليات، مما يسمح بتركيز أفضل وتقليل احتمالية الخطأ البشري.
- تحسين نتائج الجراحة والمظهر الجمالي للثدي بعد العملية.
إلى هنا ينتهي حديثنا عن استئصال الثدي، وفي صدد هذا الموضوع تكون نصيحتنا هي عدم الإهمال والذهاب إلى الطبيب فور الشعور بأي من الأعراض السابق ذكرها، وبدورنا نرشح لكنّ الدكتور هيثم فكري وذلك لما يتميز به من خبرة فائقة، واختصاص في مجالات الأورام وإجراء العملية بأحدث الأساليب مثل المنظار والروبوت الجراحي، فهو استشاري جراحات الأورام في المعهد القومي للأورام -جامعة القاهرة.
تعرف علي مزيد من خدمات الدكتور: