يُفرز المبيض الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الدورة الشهرية، ويُنتج البويضات الناضجة حتى تُخصب بالحيوان المنوي خلال فترة التبويض ويحدث الحمل.
ولكن قد تحتاج بعض النساء -أحيانًا- إلى استئصال المبيض جراحيًا لدواعي طبيّة، وفور سماعهن ذلك الخبر يُخيم الحزن والخوف عليهن وقد تنقلب حياتهن رأسًا على عقب، فهل يستحق الأمر هذا القدر من القلق؟
من خلال مقالنا الذي يحمل عنوان “تجاربكم مع استئصال المبيض” سنوافيكن بكافة المعلومات حول جراحة الاستئصال، بدايةً من دواعي إجرائها وحتى فترة التعافي منها لبعث الاطمئنان في نفوسكن.
تجاربكم مع استئصال المبيض: دواعي الإجراء
يُعدّ السرطان من الأسباب الشائعة لإجراء عملية استئصال المبيض، فهو من الأمراض التي تتفاقم سريعًا وتنتشر إلى أعضاء مختلفة من الجسم (مثل الرئتين والعقد الليمفاوية في الفخذ والصدر) مُسببًا عددًا من الأعراض، أبرزها:
- ألم في البطن أو الحوض.
- فقدان الشهية.
- الانتفاخ.
- الإمساك أو الإسهال.
- النزيف بعيدًا عن موعد الدورة الشهرية.
- التبول المتكرر.
إضافة إلى ذلك، قد يلجأ الأطباء إلى استئصال المبيض أيضًا في الحالات التالية:
- بطانة الرحم المهاجرة.
- التواء المبيض.
- مرض التهاب الحوض بسبب الإصابة بالعدوى.
- تَكَوُّن أكياس على المبيض.
تجاربكم مع استئصال المبيض: خطوات الجراحة
تُجرى عملية استئصال المبيض باستخدام المنظار البطني أو المهبلي كالآتي:
-
استئصال المبيض بالمنظار البطني
يُدخِل الطبيب المنظار (أداة دقيقة مرنة متصل بها كاميرا صغيرة في نهايتها حتى تسمح برؤية الأعضاء بوضوح)، والأدوات الجراحية المُساعدِة عبر شقوق جراحية صغيرة في البطن يبلغ حجمها 1-2 سم.
وفور الوصول إلى الجهاز التناسلي، يستأصِل الطبيب أحد المبيضين أو كليهما حسب حالة كل مريضة.
-
استئصال المبيض بالمنظار المهبلي
إجراء جراحي بسيط يستأصل خلاله الطبيب المبيض عن طريق إدخال المنظار المهبلي عبر فتحة المهبل، لذا لا تتطلب إجراء أي شقوق جراحية في البطن.
إضافة إلى ذلك، قد تُجرى تلك الجراحات باستخدام الروبوت الجراحي، وهو جهاز يتكون من عدّة أذرع آلية يتحكم بها الطبيب حتى يُجري خطوات العملية على نحوٍ دقيق للغاية دونَ إلحاق الضرر بالأنسجة السليمة.
وبعد الانتهاء من الجراحة، تقضي المريضة ليلة واحدة في المستشفى -أو أكثر بحسب حالتها- حتى يطمئن الطبيب على حالتها الصحية، ومن ثمَّ يسمح بعودتها للمنزل حتى تستأنف فترة التعافي.
تجاربكم مع استئصال المبيض: فترة التعافي
تتعافى معظم المريضات في غضون أسبوعين أو أربعة أسابيع تقريبًا، وخلال تلك المدة يتعين عليهن الالتزام ببعض النصائح، من أهمها ما يلي:
- تجنب ممارسة الرياضة العنيفة أو المجهود الشاق، لكن المشي الخفيف مسموح به.
- الامتناع عن رفع الأوزان الثقيلة حتى تلتئم الجروح.
- تجنب استخدام السدادات القطنية، إذ يجب الاكتفاء بالفوط الصحية فقط.
- الحفاظ على جُروح البطن نظيفة وجافة وفقًا لتوجيهات الطبيب.
- تناول الأدوية الموصوفة من قِبَل الطبيب في مواعيدها بانتظام، بما في ذلك المسكنات لتهدئة الألم والمضادات الحيوية لمنع الإصابة بالعدوى.
كم تبلغ نسبة نجاح عملية استئصال المبيض؟
عادةً ما تكون تجاربكم مع استئصال المبيض ناجحة، فإن نسبة نجاح هذه العملية تصل إلى 93% أو أكثر، وقد تتفاوت تلك النسبة من مريضة لأخرى بناءً على عوامل عدة، أهمها:
- خبرة الطبيب القائم على العملية.
- جودة الأدوات والأجهزة المستخدمة في إجرائها.
- مدى التزام المريضة بتعليمات ما بعد الجراحة.
وفي هذا السياق، نوّد تذكيرك بأن قرار الطبيب المختص بإجراء عملية استئصال المبيض لكِ هي إلا خطوة للحفاظ على صحة جهازك التناسلي الأنثوي، وكذلك صحتك العامّة.
أعراض تستدعي زيارة الطبيب بعد استئصال المبيض
خلال تجاربكم مع استئصال المبيض، قد تظهر بعض الأعراض تستدعي زيارة الطبيب فورًا، أبرزها:
- تورم الساقين.
- الغثيان أو القيء.
- احمرار موضع الجراحة.
- الحُمى.
- خروج إفرازات مهبلية ذات رائحة كريهة.
الأسئلة الشائعة حول عملية استئصال المبيض
في أثناء خوض تجاربكم مع استئصال المبيض، قد يتردد في أذهانكن عدةّ تساؤلات، نُجيب عن أكثرها شيوعًا خلال السطور التالية.
هل تتوقف الدورة الشهرية بعد جراحة استئصال المبيض؟
في حالة استئصال مبيض واحد فقط، لا تتوقف الدورة الشهرية، لأن المبيض الآخر يستمر في أداء وظيفته بطريقة طبيعية، أما في حالة استئصال كلا المبيضين، ينقطع الحيض فجأة وتظهر الأعراض التالية:
- الهبّات الساخنة.
- اضطرابات النوم.
- التقلبات المزاجية.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
- الجفاف المهبلي.
هل عملية استئصال المبيض تسبب العقم؟
لا تُسبب الجراحة العقم ما دام استأصل الطبيب مبيضًا واحدًا وكان المبيض الآخر سليمًا ويعمل بصورة طبيعية، لكن إذا استأصل كلا المبيضين فحتمًا هناك أضرار، إذ أن أضرار استئصال المبيض الأيمن والأيسر تشمل استحالة الحمل الطبيعي.
فلا يمكن الحمل في حالة استئصال كلا المبيضين إلا من خلال الخضوع لإحدى تقنيات الإخصاب المساعد (الحقن المجهري أو التلقيح الصناعي)، وذلك في حالة تجميد البويضات قبل الجراحة.
هل جراحة استئصال المبيض خطيرة؟
رُغم نجاح عملية استئصال المبيض الباهر، قد ينجم عنها بعض المخاطر الصحية، خاصةً إذا أجريت على يد جراح ضعيف الخبرة أو غير حريص على الالتزام بمعايير السلامة والتعقيم داخل غرفة العمليات، ومن أبرز تلك المخاطر:
- العدوى.
- النزيف الحاد.
- تضرر الأعضاء القريبة من المبيض، مثل المثانة والأمعاء.
- تَكوُّن الجلطات الدموية.
- متلازمة بقايا المبيض التي تحدث نتيجة بقاء بعض خلايا المبيض بعد الجراحة، ما يتسبب في ظهور أعراض تشبه أعراض الحيض، مثل معاناة آلام الحوض.
وفي ختام مقالنا الذي أتى بعنوان “تجاربكم مع استئصال المبيض”، نُوصيكِ عزيزتي القارئة بألا تحزني إثر خضوعك لهذا الإجراء، لأنه سيحميكِ من مضاعفات عديدة قد تضر بصحتك العامّة فيما بعد، وتذكري أنها محنة وستزول عما قريب وستعودين إلى ممارسة حياتك بصورة طبيعية دونَ الشعور بأي آلام مزعجة.
وإذا كنتِ ترغبي في انتهاء تجربتك مع استئصال المبيض بنجاح، فما عليكِ سوى اختيار طبيب ماهر لإجراء الجراحة، إذ تؤدي الخبرة الطبية دورًا هامًا في نجاح الجراحة وتعافيك منها بسلام -بإذن الله-.
وفي هذا الصدد نرشح لكِ الدكتور هيثم فكري، استشاري جراحات الأورام في المعهد القومي للأورام. لحجز موعد للفحص والاستشارة لدى الدكتور هيثم فكري، يمكنكِ التواصل معنا عبر الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.