علاج أورام الكبد

علاج أورام الكبد

تُعد أورام الكبد من المشكلات الصحية التي تؤثر في شريحة كبيرة من الناس حول العالم، وتنقسم هذه الأورام إلى نوعين رئيسيين، وهما أورام حميدة وغالبًا ما تكون غير خطيرة، وأورام خبيثة تُصنف عالميًا كثالث سبب للوفيات المرتبطة بالسرطان، وفي مصر تمثل نحو 30% من إجمالي الوفيات التي تحدث جرّاء الإصابة بالأورام.

في مقالنا التالي، نستعرض معكم بالتفصيل أهم الوسائل المستخدمة في علاج أورام الكبد ونسبة نجاحها، بالإضافة إلى سُبل الوقاية من هذه الأورام. 

دواعي علاج أورام الكبد

تشهد مصر والعالم أجمع زيادة في معدلات الإصابة بأورام الكبد بسبب مجموعة من العوامل المختلفة التي تُركت دونَ علاج حتى تفاقمت، منها:

  • ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس التهاب الكبدي الوبائي B وC

كانت مصر تصنف لفترة طويلة كأعلى دولة في العالم من حيث نسب الإصابة بفيروس C، ولكن بفضل الحملات الصحية التي أطلقتها الدولة للكشف المبكر عن هذا الفيروس والقضاء عليه انخفضت معدلات الإصابة.

ورغم أن فيروس B أقل انتشارًا مقارنة بفيروس C، فهو أحد العوامل التي تزيد احتمالات الإصابة بسرطان الكبد أيضًا، لأنه يسبب التهابًا مزمنًا ويؤدي إلى تليف الكبد.

  • تليف الكبد

يحدث تليف الكبد كرد فعل طبيعي للعدوى الفيروسية المزمنة، وهو من أكثر العوامل التي تزيد خطر الإصابة بالأورام الخبيثة، إذ يسبب اضطرابات في تجدد الخلايا قد تؤدي إلى تكوّن خلايا سرطانية.

  • السمنة

تزيد السمنة من تراكم الدهون في الكبد (الكبد الدهني)، ما يؤدي إلى حدوث الالتهابات والتليف ومن ثمَّ زيادة خطر الإصابة بالأورام -كما ذكرنا سلفًا-.

كيفية اكتشاف الإصابة بأورام الكبد

أورام الكبد في المراحل الأولى عادةً ما تكون صامتة ولا يُصاحبها أعراضًا واضحة، ولهذا السبب يجب الفحص دوريًا خاصة للفئات الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي. 

وتشمل أبرز وسائل تشخيص أورام الكبد ما يلي: 

  • تحاليل الدم مثل اختبار ألفا فيتو بروتين (AFP)، وهو أحد المؤشرات على وجود ورم بالكبد.
  • الفحص بالسونار، وهو وسيلة مبدئية للكشف عن وجود كُتل أو أورام بالكبد.
  • الأشعة المقطعية (CT) تُعطي صورًا دقيقة للكبد تُوضح حجم الورم ومعدل انتشاره ومدى تأثيره في الأوعية الدموية.
  • الرنين المغناطيسي (MRI) يستخدم لتقييم طبيعة الورم، ويفيد في التفرقة بين الأورام الحميدة والخبيثة.
  • أخذ عينة من الكبد في بعض الحالات؛ لتحليلها وتحديد نوع الورم.

بناءً على نتائج هذه الفحوصات، يُحدَد نوع الورم ومرحلته وتُوضع خطة العلاج المناسبة لكل مريض.

سُبل علاج أورام الكبد

في حالة الإصابة بأورام الكبد الحميدة صغيرة الحجم التي لا تسبب أعراضًا، يوصي الطبيب بالخضوع للفحوصات التصويرية كل 6-12 شهرًا، لمتابعة حجم الورم والتأكد من عدم حدوث تغيرات غير طبيعية تحتاج للعلاج. 

وتُختار وسائل علاج أورام الكبد على حسب نوع الورم وحالة الكبد العامة وصحة المريض، وفيما يلي أبرز سُبل العلاج وفقًا لأحدث التوصيات من المعهد القومي للسرطان (NCI):

  • الجراحة

تستخدم الجراحة في علاج أورام الكبد الخبيثة التي لم تنتشر إلى أجزاء أخرى من الكبد أو الجسم، أو الحميدة التي تجاوز حجمها 5 سم وتضغط على الأعضاء المجاورة وتسبب أعراضًا مستمرة كالألم المزمن والنزيف، وتشمل الإجراءات الجراحية:

  • عملية استئصال جزء من الكبد:

    تتضمن إزالة الجزء الذي يحتوي على الورم فقط، وهي تناسب المرضى الذين يعانون تليفًا بسيطًا ووظائف الكبد لديهم جيدة.

  • زراعة الكبد:

    يلجأ الأطباء إلى زراعة الكبد في حالات الإصابة بالأورام والتليفات الشديدة، وفيها يُستأصل الكبد بالكامل ويزرع كبد سليم من متبرع.

أحدث تقنيات لاستئصال الأورام الكبدية

يستعين الأطباء في الوقت الراهن بعدّة تقنيات متطورة لإجراء عملية استئصال ورم في الكبد، منها:

  • المنظار:

    تجرى العملية بالمنظار من خلال فتحات صغيرة في جدار البطن، ما يقلل حجم الجروح ويسرع مدة التعافي، بالإضافة إلى ذلك يوفر المنظار رؤية واضحة للأعضاء الداخلية، الأمر الذي يساعد الجراح على استئصال الورم بعناية.

  • الروبوت الجراحي:

     يستأصل الجراح الورم بالروبوت عن طريق التحكم بأذرع آلية تتيح له التحرك بدقة فائقة والوصول إلى الزوايا التي يصعب بلوغها بالجراحة التقليدية، ما يُسهم في استئصال الأورام المعقدة دونَ إلحاق الضرر بالأنسجة السليمة. 

  • الأشعة التداخلية:

يُستخدم العلاج التداخلي لتدمير الخلايا السرطانية دونَ الحاجة إلى الخضوع لعملية استئصال ورم الكبد، ويشمل:

  • علاج أورام الكبد بالتردد الإشعاعي (التردد الحراري):

    يستخدم في علاج أورام الكبد التي يقل حجمها عن 5 سم أو يكثر عددها، وخلاله تُدخل إبرة دقيقة إلى مكان الورم بمساعدة الأشعة السينية، وتتصل هذه الإبرة بجهاز يبعث موجات ترددية حرارية تُدمر الخلايا السرطانية.

  • الحَقن الشرياني للكبد:

    يُجرى هذا العلاج عن طريق إدخال القسطرة عبر شريان الفخذ، وتوجيهها نحو الشرايين المغذية للورم، ومن ثمَّ حَقنها بمواد كيميائية تساعد على إغلاقها، ما يسهم في القضاء على هذا الورم بأمان.

  • العلاج الإشعاعي

يُلجأ إلى العلاج الإشعاعي في الحالات الممنوعة من الخضوع لعملية استئصال ورم الكبد، ويشمل:

  • العلاج الخارجي عبر توجيه الإشعاع إلى الورم من خارج الجسم.
  • العلاج الداخلي عن طريق حَقن مواد مُشعة في الشرايين المغذية للورم مباشرة.
  • العلاج الكيماوي 

يُستخدم العلاج الكيماوي لتقليص حجم الورم أو منع انتشاره، وقد يُعطى عن طريق الوريد أو الفم، أو الحَقن مباشرة في الشريان الكبدي المغذي للورم، لزيادة تركيز الدواء وفعّاليته.

  • العلاج الموجه والمناعي

يتضمن أدوية تستهدف الخلايا السرطانية أو تُحفز الجهاز المناعي لمهاجمة هذه الخلايا والقضاء عليها.

كم تبلغ نسبة نجاح علاج أورام الكبد؟

تعتمد نسبة نجاح علاج أورام الكبد على عدّة عوامل، من أهمها ما يلي:

  • مرحلة اكتشاف المرض.
  • وظائف الكبد وصحة المريض العامة.
  • نوع الورم.
  • خطة العلاج المُتبعة.

وعامةً، تصل نسبة نجاح علاج ورم الكبد إلى 80-90%، خاصةً عند الخضوع للتشخيص والعلاج مُبكرًا، لذلك ينبغي للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بهذا المرض بالمتابعة الدورية مع الطبيب.

كيفية الوقاية من الإصابة بأورام الكبد

الوقاية خيرٌ من العلاج، لذا خصصنا السطور التالية لتوضيح أهم النصائح الواجب اتباعها لتجنب الإصابة بأورام الكبد أو تكرارها بعد الشفاء، منها:

  • التطعيم ضد فيروس B

يتوفر لقاح آمن وفعال ضد فيروس B يُعطى على ثلاث جرعات، ويحمي من الإصابة لعدّة عقود.

ويُوصى بإعطائه للأطفال ضمن جدول التطعيمات الأساسية والبالغين، خاصةً المعرضين للإصابة، مثل العاملين في المجال الطبي أو الذين يمتلكون أقارب مصابين.

  • الكشف المبكر لمرضى فيروس C

رغم عدم وجود لقاح لفيروس C، ساهمت برامج الكشف المبكر والعلاج في خفض نسب الإصابة، وتشمل الخطوات الوقائية:

  • القضاء على فيروس C بالعلاجات الحديثة؛ لتقليل خطر الإصابة بأورام الكبد.
  • المتابعة المنتظمة مع الطبيب حتى بعد إتمام عملية الشفاء؛ لتفادي أي تطور محتمل للمرض.
  • إجراء الفحوصات الدورية لمرضى فيروس C والمصابين بتليف الكبد؛ للكشف المبكر عن الأورام.
  • اتباع نمط حياة صحي

للوقاية من الإصابة بأورام الكبد، ينبغي تبني نمط حياة صحي خالٍ من العادات الضارة، ويشمل:

  • الحفاظ على الوزن المناسب من خلال التغذية الصحية المتوازنة وممارسة الرياضة.
  • الامتناع عن التدخين، إذ تؤدي المواد السامة التي يُنتجها إلى تلف الخلايا وزيادة احتمالية الإصابة بأورام الكبد.
  • تجنب الكحوليات تمامًا، لأن الكحول يسبب التهابات وتليفًا كبديًا، ما يزيد فرص تحول الخلايا السليمة إلى سرطانية.
  • تخزين الأطعمة بطريقة صحيحة؛ لتجنب التسمم بمادة الأفلاتوكسين.

انتهي مقالنا الذي تضمن الحديث عن سُبل تشخيص وعلاج أورام الكبد والوقاية منه، إذا كان لديكم استفسارات أخرى، يمكنكم التواصل مع الدكتور هيثم فكرى -استشاري جراحة الأورام- عبر الأرقام الموضحة أمامكم في الموقع الإلكتروني.

يمكنك التعرف علي المزيد: