تتعدد أساليب علاج ورم البنكرياس، إذ يُوضع لكل مريض بروتوكول علاجي مُخصص له، يُعينه على مواجهة الأعراض كما يُحارب خلايا الورم في جسمه ويمنعها من الانتشار إلى أجزاء أخرى داخل البنكرياس وخارجه.
في هذا المقال نناقش كافة التفاصيل عن أهم المعايير التي تُقرر على أساسها خطة علاج ورم البنكرياس، إضافة إلى الخيارات المختلفة التي يلجأ إليها الأطباء في حالة الأورام الحميدة والخبيثة.
علاج ورم البنكرياس | معايير ضرورية لوضع خطة العلاج
يعتمد جراحو الأورام على معايير عدة لوضع خطة علاج محكمة لأورام البنكرياس تبعًا لحالة كل مريض، لعل أهمها:
- نوع الورم ومرحلته ومدى انتشاره داخل وخارج البنكرياس.
- حجم الورم والعلاقة بينه وبين الأوعية الدموية المحيطة بالبنكرياس.
- موقع الورم في البنكرياس -في الرأس أم الجسم أم الذيل-.
- عمر المريض وحالته الصحية العامة.
بناءًا على هذه المعايير، قد تشمل خطة علاج أورام البنكرياس أحد الخيارات الآتية.
علاج ورم البنكرياس في المراحل الثلاث الأولى
تتسم أورام البنكرياس في الثلاث مراحل الأولى سواء كانت حميدة أو خبيثة بوجودها داخل خلاياها فقط، وقد تنتشر إلى الغدد الليمفاوية، ولكنها لا تنتشر إلى أي أعضاء أخرى غير البنكرياس.
وعلى هذا الأساس تُصنف خطة علاج أورام البنكرياس في المراحل الثلاث الأولى كالتالي:
علاج أورام البنكرياس الحميدة
إذا اكتُشفت أورام البنكرياس بمحض الصدفة ولم يعاني المريض أعراضًا بسببها، فيكتفي الطبيب بوضع خطة متابعة دورية لحالته، تشمل التصوير المقطعي للبنكرياس كل فترة؛ لمتابعة أي تغير مفاجئ في خلاياه.
أما إذا كان المريض يشكو آلامًا مبرحة في البطن والظهر وغيرها من الأعراض المميزة لأورام البنكرياس، فيرشحه الطبيب إلى عملية جراحية لاستئصال الورم، لتخفيف آلامه وتقليل نسبة ارتجاعه مرة أخرى.
إضافة إلى ذلك قد ينطوي البروتوكول العلاجي على تلقي العلاج الكيماوي أو الإشعاعي بعد العملية، بهدف القضاء على جميع خلايا الورم والوقاية من عودتها مرة أخرى.
علاج ورم البنكرياس الخبيث
أما عن علاج سرطان البنكرياس، فيشمل الخيارات الآتية:
أولًا: الاستئصال الجراحي لجزء من البنكرياس أو البنكرياس بأكمله
تُجرى عملية استئصال أورام البنكرياس بعدة تقنيات جراحية، يُحدد الأنسب منها لكل مريض حسب موقع الورم وعلاقته بالأوعية الدموية من حوله، لعل أشهر هذه التقنيات:
- الروبوت الجراحي، ويعد من أحدث تقنيات علاج سرطان البنكرياس في مصر، ويلجأ إليه الجراح عند وجود الورم في مكان حساس للغاية يصعب الوصول إليه بالمنظار الجراحي، مثل الأورام القريبة من الشرايين والأوردة الرئيسية للكبد والبنكرياس.
ويوفر الروبوت الجراحي رؤية عالية الدقة وفائقة التكبير للجراح بفضل الكاميرات الموجودة باذرعه، ما يعينه على استئصال كافة خلايا الورم بدقة دون إتلاف للأنسجة المجاورة.
- المنظار، ويستعان به عند استئصال ورم في البنكرياس يسهل الوصول إليه عبر ثقوب بسيطة في البطن، ويشبه الروبوت الجراحي في منحه الجراح رؤية ثاقبة لمكان العملية والورم.
ملحوظة: في بعض الحالات قد يضطر الطبيب إلى إخضاع مرضاه للجراحة التقليدية، خاصة في الحالات التي تتطلب استئصال البنكرياس بالكامل لانتشار الورم في جميع أجزائه، وحينئذ يُحتم هذا الإجراء استئصال أجزاء من أعضاء أخرى مثل الطحال والإثني عشر، ولا يمكن أداء تلك الخطوات اعتمادًا على المنظار أو الروبوت.
ثانيًا: العلاج التكميلي (الكيماوي أو الإشعاعي)
يهدف العلاج التكميلي إلى مهاجمة الخلايا السرطانية التي لم يتمكن الجراح من إزالتها في العملية، ويهدف أيضًا إلى حماية خلايا البنكرياس السليمة وأعضاء الجسم الأخرى من انتشار الخلايا السرطانية بها.
يُحدد نوع العلاج المناسب لكل مريض وعدد الجلسات بناءًا على نوع الورم وحجمه والحالة الصحية للمريض.
يختلف حديثنا هنا عما ذكرناه سلفًا في علاج الأورام الحميدة، أن الجراحة إجراء ضروري في علاج ورم البنكرياس الخبيث في حين أنها قد تكون اختيارية -إلى حد ما- بالنسبة للأورام الحميدة.
علاوة على ذلك قد يختلف توقيت الخضوع للجراحة بالنسبة لعلاج سرطان البنكرياس، ففي بعض الحالات قد يخضع المرضى للجراحة بعد فترة من العلاج الكيماوي والإشعاعي بهدف تقليص حجم الورم أولا ثم استئصاله بسهولة.
علاج مرض سرطان البنكرياس في المرحلة الرابعة
في المرحلة الرابعة عادة ما تنتشر الخلايا السرطانية إلى أعضاء أخرى خارج البنكرياس مثل الكبد والعظام وغيرها، ولذلك البروتوكول العلاجي في هذه المرحلة يكون مكثفًا إلى حد ما، ولذلك يُجرى الأطباء بحثًا دقيقًا للحالة الصحية العامة للمريض، وشدة ما يُعانية من أعراض لتحديد درجة احتماله لهذه الخطة المكثفة، ليكون القرار كالآتي:
- إخضاع المريض إلى جلسات علاج كيماوي أو إشعاعي للسيطرة على انتشار الورم ثم الجراحة إذا استدعى الأمر، وذلك في حال تمتعه بصحة جيدة.
- الاكتفاء بالعلاج التحفظي الذي يشمل مسكنات الألم القوية وغيرها من الأدوية التي تخفف عنه الأعراض، وذلك في حال تدهور حالته الصحية العامة.
بنهاية حديثنا عن علاج ورم البنكرياس بمختلف أنواعه، قد يجد بعض المرضى أنه رحلة العلاج مرهقة وطويلة إلى حد ما ويتبادر إلى أذهانهم أسئلة عن إمكانية الشفاء بالكامل بعد كل هذا العناء.
هل يمكن علاج سرطان البنكرياس نهائيًا؟
بالطبع يمكن التعافي من سرطان البنكرياس نهائيًا إذا اكتشف في المراحل الثلاث الأولى وعولج تحت إشراف جراح أورام خبير في علاج ورم البنكرياس الخبيث بأحدث التقنيات.
في نهاية حديثنا عن سرطان البنكرياس وعلاجه، يمكنكم طرح كافة التساؤلات التي تشغلكم عن مدة العلاج وفترة التعافي ونسبة الارتداد من خلال استشارة الدكتور هيثم فكري -استشاري أول جراحة الأورام بالمعهد القومي للأورام- وذلك من خلال حجز موعد على الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.
تعرف علي مزيد من خدمات الدكتور: