رغم عدم خطورة ورم المعدة الحميد مقارنة بالأنواع الخبيثة، فإنه يستدعي التدخل الطبي العاجل لعلاجه أيضًا، وذلك لتفادي كبر حجمه وتسببه في أعراض مزعجة للمرضى مثل القيء المستمر وآلام البطن وحرقة المعدة، إضافة إلى احتمالية تحول بعض أنواع منه إلى أورام خبيثة تنتشر إلى أجزاء أخرى من المعدة أو الجسم بوجه عام.
وعليه خصصنا حديثنا في هذا المقال لتناول أساليب علاج ورم المعدة الحميد مشيرين إلى مزايا التقنيات الجراحية الحديثة المُتبعة مؤخرًا في العلاج.
علاج ورم المعدة الحميد | فحوصات ضرورية لوضع خطة العلاج الصحيحة
عندما تثير شكوى المريض المبدئية وفحص السونار شكوك الطبيب حول إصابته بورم حميد في المعدة، فإنه لا يبدأ في وضع خطة العلاج على الفور، بل يُرشحه إلى مزيد من الفحوصات الدقيقة التي تكشف عن نوع الورم وجحمه وموقعه ومزيد من المعلومات الضرورية لبدء رحلة العلاج.
لعل أهم هذه الفحوصات:
- التصوير بالأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي، وعادة يبتلع المريض قبلها نوعًا معينًا من الصبغة التي تُظهر بوضوح أي ورم في المعدة وتُحدد مكانه ونوعه ومدى تطور خلاياه.
- الفحص بمنظار المعدة، ويتضمن هذا الإجراء إدخال أنبوب رفيع مزود بكاميرا صغيرة في مقدمته عن طريق الفم، ومن ثم استعراض حالة المعدة بدقة، ويتسنى للطبيب أخذ عينة من الورم من خلال المنظار أيضًا.
- تحليل دلالات الأورام، إذ يشير ارتفاع معدلات هذا التحليل عن قيم معينة على وجود ورم ما في الجسم.
إذن بالانتهاء من هذه الفحوصات يحصل الطبيب على معلومات دقيقة يُحدد على أساسها رحلة علاج ورم المعدة الحميد التي لا بد أن تتضمن الخيارات الآتية.
الاستئصال الجراحي خط الدفاع الأول ضد أورام المعدة الحميدة
يُعد الخيار الأول لعلاج معظم أنواع أورام المعدة الحميدة هو استئصالها جراحيًا، إضافة إلى استئصال بعض الأنسجة المحيطة بها لضمان عدم نموها من جديد، ولعل أبرز التقنيات المستخدمة في هذا الإجراء ما يلي:
الاستئصال بالمنظار الجراحي
تُجرى هذه العملية تحت تأثير التخدير الكلى، وخلالها يُدخل الطبيب أنبوبًا رفيعًا في فم المريض تحتوي مقدمته على كاميرا صغيرة ومصدر للإضاءة، ويستمر في إدخاله بسلاسة حتى يصل إلى المعدة ولا سيما مكان الورم تحديدًا، ثم يستعين الطبيب ببعض الأدوات الجراحية الدقيقة التي يُدخلها عبر نفس الأنبوب، لاستئصال الورم والخلايا من حوله، ومن ثم إخراجه عبر الأنبوب الموجود في فم المريض.
الاستئصال بالروبوت الجراحي
وهو من الأجهزة المتطورة للغاية في جراحات استئصال الأورام، وعادة يستخدم لاستئصال أنواع معينة من أورام المعدة لا يمكن الوصول إليها بالمنظار أو يستدعي علاجها استئصال أجزاء معينة من المعدة لتقليل فرص عودتها مرة أخرى.
يشترك هذا الجهاز مع المنظار الجراحي في امتلاكه بعض الأذرع الدقيقة التي تحتوي على كاميرات لها قوة تكبير عالية للغاية، ما منحهما مزايا عدة مقارنة بالتدخل الجراحي المفتوح.
تعرف علي: أفضل دكتور جراحة أورام في مصر
مزايا التقنيات الحديثة في علاج ورم المعدة الحميد
توفر التقنيات التي أشرنا لها سابقًا مزايا عدة بالنسبة للمرضى ورحلة تعافيهم من ورم حميد في المعدة، وبالنسبة لجراح الأورام أيضًا.
بالنسبة للمرضى فقد ينعمون بالمزايا الآتية:
- ألم أقل بعد العملية مقارنة بالجراحة المفتوحة.
- فترة تعافي قصيرة وعودة سريعًا إلى الحياة الطبيعية.
- عدم الاضطرار إلى البقاء في المستشفى ليالٍ طويلة.
أما بالنسبة للجراح فقد يحصل باستخدامه لهذه التقنيات على فوائد عدة:
- رؤية عالية الدقة وفائقة التكبير لأجزاء المعدة ومكان الورم.
- استئصال دقيق للورم والأنسجة المحيطة به دون مساس بأي من الأنسجة السليمة المحيطة به، ومن ثم إجراء العملية بأعلى نسب أمان وأقل فرص حدوث مضاعفات جراء هذه العملية.
العلاج الدوائي قد يجدي في بعض الأنواع
قد تنجح بعض الأدوية في علاج أنواع معينة من أورام المعدة خاصة أورام اللُحمة المتوسطة، وذلك عن طريق مهاجمة خلاياها وتقليص حجمها، وقد يُكتفى بالعلاج عند هذا الحد أو يُرشح المريض للتدخل الجراحي بعد هذا الكورس العلاجي لاستئصال الورم بسهولة.
هل يتطلب علاج ورم المعدة الحميد جلسات كيماوي أو إشعاعي؟
في أغلب الأحيان يُعد الاستئصال الجراحي كافيًا لعلاج ورم المعدة الحميد، إضافة إلى وضع برنامج متابعة دورية للمريض يتضمن فحص المعدة خلال فترات زمنية معينة للتأكد من عدم نمو الورم مرة أخرى أو اكتشافه في مراحل مبكرة إن عاد مرة أخرى، لكن بوجه عام تختلف الظروف الصحية لكل حالة عن غيرها، وقد يضطر الطبيب إلى ترشيح بعض الحالات إلى جلسات علاج كيماوي أو إشعاعي لتقليص حجم الورم قبل الجراحة ومن ثم استئصاله.
وفيما تبقى من حديثنا عن علاج ورم المعدة الحميد نتناول إجابات بعض الأسئلة الشائعة التي يطرحها معظم المرضى حول هذا الإجراء.
متى يمكن الشفاء من ورم المعدة الحميد؟
يمكن الشفاء التام من ورم المعدة إذا اكتُشف في مراحله المبكرة واستُئصل جراحيًا بواسطة إحدى الأساليب التي ذكرناها سابقًا، وقد تنخفض فرص التعافي منه نهائيًا إذا كبر حجمه للغاية أو أثبتت الفحوصات تغير سلوك بعض خلاياه إلى خلايا خبيث بدأت في الانتشار إلى أجزاء أخرى في المعدة أو خارجها.
كم تستغرق عملية إزالة ورم المعدة؟
تختلف المدة التي تستغرقها عملية إزالة ورم المعدة حسب خبرة الجراح وحجم الورم ومكانه، ونوع التقنية المستخدمة في الإجراء والحالة الصحية العامة للمريض وما تتطلبه من عناية خاصة داخل غرفة العمليات. ولكن بوجه عام تتراوح المدة التي تستغرقها هذه العملية بين 2-6 ساعات.
في نهاية حديثنا عن علاج ورم المعدة الحميد، نتمنى الشفاء العاجل لجميع محاربي الأورام.
يمكنكم طرح مزيد من الاستفسارات عن فترة التعافي من الجراحة وخطة المتابعة الدورية بعدها من خلال استشارة الدكتور هيثم فكري -استشاري أول جراحة الأورام وأستاذ جراحة الأورام بالمعهد الأورام القومي بجامعة القاهرة-.
لحجز موعد تواصلوا معنا من خلال الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.
تعرف علي المزيد من الخدمات: