يحتل سرطان المستقيم المرتبة الثالثة في قائمة السرطانات الأكثر شيوعًا بين البالغين، حسب ما رصدته الإحصائيات الأخيرة لعام 2025؛ فقد بلغ عدد المصابين نحو 700 ألف تقريبًا حول العالم.
وتُعد عملية استئصال سرطان المستقيم المحور الأساسي في العلاج للتخلص الجذري من الخلايا السرطانية وتجنب تفاقم المرض، ورّبما اتخاذ قرار الجراحة له وطأة شديدة على النفس خاصة وإن طالت رحلة العلاج، لذا اهتممنا خلال مقالنا التالي بتوضيح كافة التفاصيل بشأنها.
ما قبل عملية استئصال سرطان المستقيم
يتطلب علاج الأورام خطة علاجية دقيقة؛ كي تُجنب المريض تكبد الأعباء النفسية التي قد تنجم عن تجربة العلاجات غير المناسبة، وتصل به إلى أعلى معدلات شفاء ممكنة، ولتحقيق ذلك يجب على المريض قبل عملية استئصال سرطان المستقيم الخضوع للآتي:
مجموعة من الفحوصات الأساسية
يطلب الطبيب مجموعة أساسية من الفحوصات التي تمنحه معلومات كاملة عن مكان الورم ومدى انتشاره والحالة الصحية العامة للمريض، وتفصيلًا تشمل تلك الفحوصات ما يلي:
- تحاليل الدم، وأهمها صورة الدم الكاملة وقياس دلالات الأورام.
- الرنين المغناطيسي.
- الأشعة المقطعية.
- الموجات فوق الصوتية.
- منظار القولون (المنظار هو أداة رفيعة مزودة بكاميرا متصلة بشاشة تلفزيونية) يمنح الطبيب صورًا واضحةً للمستقيم والقولون.
- أخذ عينة من أنسجة العقد الليمفاوية المجاورة؛ للكشف عن وجود أي خلايا سرطانية بها.
وبناءً على نتائج الفحوصات السابقة للمريض، يضع الطبيب الخطة العلاجية المناسبة التي تتضمن العلاج الإشعاعي أو الكيماوي إلى جانب الجراحة.
العلاج الإشعاعي أو الكيماوي
من الأمور الأساسية في علاج سرطان المستقيم الخضوع لجلسات العلاج الإشعاعي أو الكيماوي أو كليهما، وذلك بهدف:
- تقليص حجم الورم.
- تقليل الحاجة إلى الاستئصال الكلي للمستقيم.
- خفض احتمالية ارتجاع الورم.
وفي البداية، يخضع المريض لجلسات العلاج الإشعاعي بجرعات صغيرة لمدة 5-6 أسابيع أو مكثفة لمدة 5 أيام قبل الجراحة، وذلك للحد من نمو الخلايا السرطانية مرة أخرى وانتشارها في منطقة الحوض، ومن ثمَّ تسهيل رحلة العلاج فيما بعد.
الأساليب المتبعة في عملية استئصال سرطان المستقيم
يوجد عديد من التقنيات الجراحية التي يستعين بها الطبيب في عملية استئصال سرطان المستقيم، ويُحدد الأنسب منها لكل مريض تبعًا لمدى قرب الورم من فتحة الشرج ومعدل انتشاره في الخلايا المجاورة، وتشمل تلك التقنيات:
المنظار
يُعدّ المنظار الخيار الأفضل لاستئصال أورام المستقيم السطحية والصغيرة في الحجم، وتسير خطوات العملية على النحو التالي:
- تخدير المريض حسب رؤية الطبيب.
- إجراء شقوق جراحية صغيرة في البطن يتراوح عددها من 3-5.
- إدخال المنظار والأدوات الجراحية من خلال تلك الشقوق.
- استئصال الورم من المستقيم والغدد الليمفاوية المجاورة؛ للتخلص التام من الخلايا السرطانية.
ورُغم أن عملية استئصال سرطان المستقيم بالمنظار إجراء دقيق وفعّال لا يستغرق وقتًا طويلًا في التعافي ويسبب ألمًا أقل للمريض، قد لا يتناسب مع بعض المرضى ويضطر الطبيب حينها للجوء إلى تقنيات أخرى، مثل الروبوت الجراحي الذي سنوضحه لكم فيما يلي.
الروبوت الجراحي
الروبوت الجراحي من أحدث التقنيات الطبية المستخدمة في الفترة الحالية لاستئصال سرطان المستقيم، وهو يتكون من 4 أذرع أحدهما يحمل المنظار بينما البقية الأدوات الجراحية، ويتحكم فيهم الطبيب عن بُعد باستخدام جهاز مُخصص، مما يُتيح له مجال أوسع لإجراء العملية بكفاءة.
إضافة إلى ذلك، يوفر الروبوت صورًا واضحة ومكبرة ثلاثية الأبعاد، مما يُسهل على الطبيب الوصول إلى المستقيم الذي قد يصعب بلوغه بالتقنيات الأخرى ويضمن الاستئصال التام للورم، ومن ثمَّ تحقيق أعلى معدلات شفاء ممكنة -بإذن الله-.
وأهم ما يُميز عملية استئصال سرطان المستقيم بالروبوت الجراحي أيضًا ما يلي:
- قصر فترة التعافي، إذ يعود المريض إلى استئناف مهامه اليومية خلال بضعة أسابيع.
- قلة احتمالية تعرض المريض لمضاعفات صحية خطيرة في أثناء وبعد العملية.
- دقته المتناهية في استئصال الورم دونَ إلحاق الضرر بالأنسجة السليمة المُحيطة به.
- الإجراء عبر شقوق جراحية صغيرة مقارنةً بالجراحة التقليدية التي تتطلب صُنع شق جراحي كبير في منطقة أسفل البطن.
رُغم فعّالية وحداثة تلك التقنية، لا تزال تواجه عديدًا من التحديات، من أبرزها:
- صعوبة توافرها في بعض المستشفيات.
- ارتفاع تكلفتها مقارنةً بالتقنيات الجراحية الأخرى.
- تتطلب مهارة فائقة من قِبَل الطبيب حتى تُجرى بنجاح وبأقل نسبة مضاعفات.
ما بعد عملية استئصال سرطان المستقيم
من الأمور المؤرقة التي لها وطأة شديدة على الحالة النفسية للمرضى هي الحاجة إلى تحويل مسار البراز من خلال صُنع فتحة خارجية في جدار البطن وتثبيت الجزء المتبقي من الأمعاء الغليظة بها ومن ثمَّ تركيب كيس مخصص لتجميع البراز، ويوجد نوعين من التحويل، هما الدائم والمؤقت، فمتى يلجأ الطبيب إليهم؟
يتحدد قرار تحويل مسار البراز الدائم أو المؤقت بعد عملية استئصال سرطان المستقيم حسب قرب الورم من فتحة الشرج، إذ يلجأ الطبيب إلى تحويل المسار المؤقت في حال وقوع الورم في الثلث الأول أو الثاني من المستقيم -أي يبعد نحو 5 سم على الأقل من الشرج-.
بينما يُجرى تحويل المسار الدائم عند وجود الورم في الجزء الأخير من المستقيم وتحديدًا حيثُ موضع اتصاله بفتحة الشرج، وحينئذ يصير الاستئصال الكلي للمستقيم والغدد الليمفاوية المجاورة أمرًا حتميًا.
الاستشفاء بعد عملية استئصال سرطان المستقيم
أحيانًا ما تكون رحلة علاج سرطان المستقيم طويلة وشاقة، وحتى تمر هذه المحنة بسلام ينبغي للمريض التحلي بالصبر والأمل، إلى جانب التزامه ببعض الإجراءات خلال مدة التعافي من العملية، أهمها:
العلاجات التكميلية
بعد عملية استئصال سرطان المستقيم، يُوصي الأطباء باستكمال العلاج الكيماوي أو الإشعاعي مدة 6 أشهر، وذلك بهدف القضاء التام على أي خلايا سرطانية وتقليل فرص ارتجاعها أو انتشارها إلى أجزاء أخرى في الجسم.
المتابعة الطبية المنتظمة
من الضروري الالتزام بمواعيد المتابعة الطبية وإجراء الفحوصات التي يطلبها الطبيب بانتظام، للاطمئنان على حالة المريض الصحية والتأكد من سير عملية التعافي على نحو سليم.
وفي ختام مقالنا، نستنتج أن عملية استئصال سرطان المستقيم جراحة دقيقة للغاية تتطلب الاستعانة بطبيب ماهر وخبير، كي تُجرى خطواتها بدقة وأمان دونَ أن يتعرض المريض لأي مضاعفات صحية خطيرة قد تُهدد صحته العامة، وينعم بأعلى معدلات شفاء ممكنة.
وفي صدد الحديث عن أمهر الأطباء في مجال علاج الأورام، نخص بالذكر الدكتور هيثم فكري -استشاري جراحة الأورام في المعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة-، فهو يستخدم أحدث التقنيات العلاجية المتطورة في العلاج، ومن أشهرها الروبوت الجراحي، فضلًا عن خبرته الواسعة التي تمتد لسنوات طويلة في هذا المجال، وحرصه الشديد على تقديم أفضل رعاية طبية متكاملة للمرضى بدايةً من مرحلة التشخيص حتى التعافي.
وإذا كان لديكم أي استفسارات أخرى حول عملية استئصال سرطان المستقيم، فلا تترددوا في التواصل مع الأستاذ الدكتور هيثم فكري من خلال الاتصال على الأرقام الموضحة أدناه بالموقع الإلكتروني.
تعرف علي مزيد من خدمات الدكتور: