ترتفع معدلات الإصابة بالأورام في مصر يومًا تلو الآخر، ما يُثير قلق مرضى تضخم الغدة الدرقية خاصةً ظنًا أنها إشارة إلى الإصابة بالسرطان، لكن حقيقة الأمر أن الأورام ليست السبب الوحيد وراء تضخم الغدة الدرقية، ومن حسن الحظ أيضًا أن غالبيتها حميدة.
وفي هذا الصدد، فقد حرصنا على إيضاح المزيد من المعلومات الطبية الموثوقة عن أعراض سرطان الغدة الدرقية وسبل الوقاية منها والخيارات العلاجية المتاحة في فقرات مقالنا اليوم.
أعراض سرطان الغدة الدرقية
في البداية، ينبغي التوضيح أن سرطان الغدة الدرقية يُشير إلى النوع الخبيث من الأورام التي تنمو بها، وغالبًا ما يكون في المراحل المتقدمة، بينما أورام الغدة الدرقية هو التعبير الأدق خاصة في المراحل الأولى من الإصابة، ولعل ظهور كتلة في الرقبة من أول أعراض ورم الغدة الدرقية الحميد ومع زيادة حجم الورم قد يتسبب في:
- صعوبة في البلع أو التنفس.
- تغير في طبيعة الصوت (بحة الصوت).
- ألم في الرقبة والحلق.
في بعض الحالات القليلة أي تقريبًا 3 من بين 20 مصابًا بأورام الغدة الدرقية قد تتطور الإصابة إلى النوع الخبيث منها؛ إذ تنتشر الخلايا السرطانية إلى أعضاء الجسم المختلفة، منها: الغدد الليمفاوية المجاورة أو الكبد أو الرئة، وتظهر حينها أعراض سرطان الغدة الدرقية بجانب وجود كتلة واضحة في الرقبة مُتمثلة في:
- الشعور الدائم بالتعب والإرهاق.
- الغثيان والقيء.
- فقدان الشهية.
- نزول ملحوظ في الوزن.
ولعل البعض يتساءل: كيف أعرف أن الغدة الدرقية فيها ورم؟
ظهور كتلة مؤلمة أحيانًا في الرقبة إحدى المؤشرات التي تنم عن وجود ورم في الغدة الدرقية لكن ينبغي على المريض الخضوع لسلسلة من الفحوصات لتحديد السبب الأساسي وراء ظهور هذا الورم؛ لأنها أحيانًا ما بفرط نشاط الغدة، وعلى صعيد آخر يوجد بعض العوامل التي قد تجعل البعض أكثر عرضة للإصابة بأورام الغدة الدرقية، نوضحها فيما يلي.
أسباب معاناة أعراض سرطان الغدة الدرقية
قد لا تزال أسباب أورام الغدة الدرقية غير محددة، لكنها عادة ما تُعزى إلى تأثير العوامل الوراثية والهرمونات، لذا نجد أن معدلات الإصابة ترتفع بين السيدات وتحديدًا ما بين 30 إلى 40 عامًا ثلاثة أضعاف الرجال، وكذلك فهي تصيب الأطفال أيضًا. ومن أبرز العوامل الأخرى التي تزيد من خطر الإصابة بأورام الغدة الدرقية:
- الإصابة بأمراض الغدة الدرقية.
- التاريخ الوراثي في العائلة بالإصابة.
- التعرض المتكرر للإشعاعات الضارة.
- الطفرات الجينية.
- نقص اليود.
تنويه: رُغم أن غالبية أورام الغدة الدرقية حميدة لكنها تتطلب تلقي العلاج المناسب تحت إشراف جراح خبير لتحقيق أعلى معدلات شفاء ممكنة، لذا في حال ملاحظة أي تغيرات تطرأ على حجم أو شكل الغدة الدرقية في الرقبة فمن الضروري طلب الاستشارة الطبية الموثوقة دون تسويف، والالتزام بكافة الفحوصات والتحاليل المطلوبة.
سُبل تشخيص أورام الغدة الدرقية
لا يمكن الاعتماد فقط على أعراض أورام الغدة الدرقية في التشخيص، بل ينبغي إجراء مجموعة من الفحوصات والتحاليل لتحديد نوع الورم ودرجته، ومن أهمها:
- تحاليل الدم: لقياس نسبة هرمون الغدة الدرقية (الثيروكسين) في الدم.
- الموجات فوق الصوتية.
- الأشعة المقطعية.
- الرنين المغناطيسي.
وفي حال ثبوت أن تضخم الغدة الدرقية بسبب الورم “يعرف بالعقيدات أو النتوءات” يلجأ الطبيب إلى أخذ عينة من نسيج الورم من أجل فحصها معمليًا؛ لتحديد نوعه ودرجته ومن ثم وضع الخطة العلاجية المناسبة.
وسائل علاج أورام الغدة الدرقية
تهدف خطة علاج الغدة الدرقية إلى التخلص من الورم والقضاء على الخلايا السرطانية وتقليل خطر ارتجاعه مرة أخرى، وتشمل الخيارات العلاجية المتاحة:
الجراحة
استئصال الغدة الدرقية كاملة أو جزء منها هو المحور العلاجي الأول الذي يلجأ إليه الطبيب للتخلص من أعراض سرطان الغدة الدرقية، إضافة إلى استئصال الغدد الليمفاوية المصابة؛ للتأكد من القضاء على الخلايا السرطانية تمامًا.
تنويه: جراحات الغدة الدرقية إحدى الجراحات الدقيقة التي تتطلب خبرة ومهارة فائقة؛ لذا يجب تحري الدقة في اختيار جراح متخصص قد أجرى العديد من العمليات المشابهة لتحقيق أفضل نتيجة منها دون التعرض إلى مضاعفات عملية استئصال الغدة الدرقية.
العلاج باستخدام اليود المشع
يُستخدم اليود المشع في علاج أورام الغدة الدرقية بنسبة كبيرة؛ لما يتسم به من معدلات أمان مرتفعة وقدرة فائقة في قتل الخلايا السرطانية في الغدة، وهو نوع دواء يؤخذ عن طريق الفم في شكل حبوب أو شراب يحتوي على الصورة النشطة لليود.
في بعض الحالات وخاصة مع مرضى أورام الغدة الدرقية الخبيثة المتقدمة، قد يلجأ الطبيب إلى العلاج الإشعاعي أو الكيماوي أو الهرموني للحد من انتشار الخلايا السرطانية في الجسم، لكن بصفة عامة تتحسن غالبية الحالات بعد الجراحة واتباعها باليود المشع.
هل يمكن الوقاية من أورام الغدة الدرقية؟
قد لا توجد وسيلة مؤكدة تحمي من الإصابة بسرطان الغدة الدرقية لكن الانتباه إلى عوامل الخطر والالتزام ببعض التدابير الوقائية يسهم في تقليل خطر الإصابة بها، ، ومن تلك التدابير:
- استئصال الغدة الدرقية الوقائي للمرضى الذين يحملون الجينات المرتبطة بالورم.
- تناول الأدوية الوقائية التي تحتوي على (أيودين البوتاسيم) في حال الاضطرار إلى التعامل المتكرر مع الإشعاعات أو الطاقة النووية.
هل سرطان الغدة الدرقية خطير؟
عادة ما تكون أورام الغدة الدرقية حميدة وبمجرد استئصالها جراحيًا ترتفع معدلات الشفاء، لكن في حال إهمال العلاج فقد يتطور الورم إلى النوع الخبيث ما يزيد الخطورة بسبب انتشار الخلايا السرطانية في مختلف أعضاء الجسم مسببة خلل في الأداء الوظيفي لها؛ ما يصعب الشفاء التام منها.
وفي الختام تُعد أعراض سرطان الغدة الدرقية مؤشرًا هامًا لا يجب تجاهله، ولعل التعرف إلى طبيعة المرض وعوامل الخطر المرتبطة به يسهم في التعامل السليم مع الحالة والوقاية من المضاعفات الصحية المُحتملة.
لمزيد من الاستفسارات حول أورام الغدة الدرقية يمكنكم التواصل مع الدكتور هيثم فكري -استشاري أول جراحة الأورام بمعهد الأورام القومي جامعة القاهرة- وحجز موعد من خلال الإتصال على الأرقام الموضحة أدناه بالموقع الإلكتروني.