أعراض ما بعد عملية استئصال جزء من القولون

أعراض ما بعد عملية استئصال جزء من القولون

تُعد جراحة استئصال جزء من القولون من التدخلات الكبرى التي يلجأ إليها الأطباء لعلاج أورام أو التهابات مزمنة أو انسدادات معوية، ورغم أن الهدف منها هو تحسين صحة المريض ومنع المضاعفات المرتبطة بالمرض الأساسي، فالفترة بعدها تترافق مع مجموعة من الأعراض التي قد تُسبب قلقًا.

لذا حرصنا اليوم على إيضاح أعراض ما بعد عملية استئصال جزء من القولون فتابع القراءة.

لمَ يلجأ الطبيب إلى استئصال جزء من القولون؟

خلال عملية استئصال القولون، يُزال الجزء المصاب من القولون لعلاج أمراض متعددة مثل:

  • سرطان القولون.
  • داء الرتوج.
  • الالتهابات المزمنة المتكررة.
  • الانسداد المعوي. 

وبعد استئصال الجزء المريض، يُعاد توصيل الأجزاء السليمة من الأمعاء لاستعادة وظيفتها، وخلال مدة الشفاء من عملية استئصال القولون يتأقلم الجسم مع هذا التغير الجديد، ما يؤدي إلى ظهور أعراض متفاوتة.

ماذا يحدث بعد استئصال القولون؟

يُلاحظ معظم المرضى ظهور أعراض ما بعد عملية استئصال جزء من القولون، وتختلف شدتها ومدتها من شخص لآخر، وتشمل هذه الأعراض:

  • ألم البطن: يظهر بصورة واضحة في الأيام الأولى نتيجة الشق الجراحي وتحريك الأنسجة الداخلية، ويخف تدريجيًا مع استخدام المسكنات ومضي الوقت.
  • الانتفاخ وتجمع الغازات: يعد توقف الأمعاء المؤقت بعد العملية سببًا رئيسيًا لانتفاخ البطن والشعور بالامتلاء، وتتحسن هذه الحالة بمجرد عودة الأمعاء للحركة.
  • تغير حركة الأمعاء: قد يعاني بعض المرضى إمساكًا نتيجة قلة الحركة أو تأثير الأدوية، بينما يظهر الإسهال عند آخرين بسبب تهيج الأمعاء، وغالبًا ما تعود حركة الأمعاء إلى طبيعتها خلال أسابيع.
  • الإرهاق العام: يؤدي استهلاك الجسم لطاقة كبيرة في التعافي إلى شعور بالضعف والرغبة في النوم لفترات أطول.
  • فقدان الشهية ونقص الوزن: يواجه المريض صعوبة في تناول الطعام كالمعتاد، وقد يفقد بعض الوزن في الأسابيع الأولى، ثم يستعيد شهيته تدريجيًا.
  • الغثيان: وقد يكون نتيجة بسبب المسكنات القوية، ويختفي غالبًا مع تقليل الجرعات.

أعراض ما بعد عملية استئصال جزء من القولون تستدعي مراجعة الطبيب

قد تظهر علامات في بعض الحالات لا يجب تجاهلها لأنها قد تشير إلى حدوث مضاعفات، وتؤثر في نسبة نجاح عملية استئصال سرطان القولون، مثل:

  • ارتفاع الحرارة.
  • نزيف ملحوظ من مكان الجرح أو من فتحة الشرج.
  • ألم يزداد شدته مع مرور الوقت بدلًا من التحسن.
  • انتفاخ شديد بالبطن مصحوب بقيء متكرر.
  • إفرازات صديدية أو رائحة غير طبيعية من الجرح.
  • صعوبة مستمرة في إخراج الغازات أو البراز بعد عدة أيام من العملية.

أعراض ما بعد عملية استئصال جزء من القولون ليست واحدة لدى الجميع

ليست جميع الحالات متشابهة، فبعض المرضى يمرون بأعراض بسيطة بينما يواجه آخرون مرحلة أصعب، ومن أبرز العوامل المؤثرة في ذلك:

  • عمر المريض، فصغار السن يتعافون أسرع مقارنة بكبار السن.
  • الحالة الصحية العامة، لأن وجود أمراض مزمنة مثل السكري أو أمراض القلب يبطئ التعافي.
  • نوع الجراحة، إذ ترتبط العمليات بالمنظار عادة بألم وانتفاخ أقل مقارنة بالجراحات المفتوحة.
  • حجم الجزء المستأصل، فكلما كان الجزء المستأصل أكبر، زادت احتمالية ظهور أعراض أكثر حدة.
  • مدى التزام المريض بالتعليمات واتباع الإرشادات الغذائية والحركية، يساعد على تقليل مضاعفات استئصال القولون.

الأسئلة الشائعة

فيما يلي إجابة بعض الأسئلة الشائعة عن عملية استئصال القولون:

ماذا يأكل المريض بعد استئصال جزء من القولون؟

يبدأ المريض بتناول السوائل الشفافة، ثم ينتقل تدريجيًا إلى الأطعمة اللينة سهلة الهضم مثل الشوربة والبطاطس المهروسة، وبعد ذلك يمكن إدخال الأطعمة المعتادة مع تجنب الأطعمة المسببة للغازات أو الإمساك، ويهدف هذا الأمر إلى تقليل الضغط على الأمعاء ومساعدتها على استعادة وظيفتها تدريجيًا.

كيف يتم التبرز بعد استئصال جزء من القولون؟

بعد العملية قد يلاحظ المريض تغيرًا في حركة الأمعاء، مثل زيادة عدد مرات التبرز أو حدوث إسهال أو إمساك مؤقت، لكن مع مرور الوقت تتكيف الأمعاء الباقية وتستعيد توازنها تدريجيًا، وقد يوصي الطبيب بتعديلات غذائية وأدوية بسيطة للمساعدة على تنظيم عملية الإخراج.

ما سبب عدم خروج الغازات بعد العملية الجراحية؟

قد يشير عدم خروج الغازات بعد العملية إلى بطء حركة الأمعاء بسبب تأثير التخدير أو الجراحة نفسها، وعادة تتحسن هذه الحالة مع الوقت والحركة المبكرة، لكن استمرارها مع أعراض أخرى -مثل انتفاخ البطن والقيء- قد يدل على انسداد معوي ويحتاج لتقييم طبي عاجل.

ما هي الآثار الجانبية لعدم وجود القولون؟

في حال استئصال القولون بالكامل، يعتمد الجسم على الأمعاء الدقيقة لإخراج الفضلات، وقد يعاني المريض إسهالًا متكررًا، وفقدانًا للسوائل والأملاح، وصعوبة في امتصاص بعض العناصر الغذائية، ويحتاج المريض في هذه الحالة إلى نظام غذائي خاص وأحيانًا أدوية للمساعدة على تقليل الإسهال والحفاظ على توازن السوائل.

وفي الأخير، نطمئنكم أن أعراض ما بعد عملية استئصال جزء من القولون هي أمر طبيعي سيختفي تدريجيَا، أما إن ظهرت علامات أخرى مثل النزيف الغزير، أو القيء المستمر، أو ارتفاع الحرارة فيجب مراجعة الطبيب فورًا.