تُعد عملية إعادة بناء عظام الفك بعد علاج الأورام أحد الجراحات التعويضية الدقيقة والهامة، إذ يلجأ إليها الأطباء بعد استئصال جزء كبير من عظام الفك للتأكد من إزالة جميع الأنسجة المصابة وضمان الشفاء التام.
ورُغم ما قد يظنه البعض من أن هذه الجراحة معقدة، تمتلك دورًا فعَّالًا في تحسين جودة حياة المرضى ومنحهم حياة مستقرة وطبيعية، إذ تساعد على استعادة وظائف الفك بمعدلات أمان ونجاح مرتفعة.
في هذا الإطار، نوضح في مقالنا اليوم أهم التفاصيل حول عملية إعادة بناء عظام الفك بعد استئصال الأورام، وكذلك نتناول إجابة عدد من الأسئلة الرائجة عنها، فتابعوا معنا.
جراحة إعادة بناء عظام الفك: أساسية في التعافي بعد استئصال الأورام
تُجرى عملية إعادة بناء عظام الفك لتعويض العظام المفقودة بعد علاج أورام الفك أو الرأس والرقبة، التي تتضمن استئصال جزء كبير من الأنسجة والعظام، وتبرز أهميتها فيما يلي:
- استعادة الأداء الوظيفي الطبيعي للفك والأسنان مثل المضغ والبلع.
- علاج التشوهات الناجمة عن جراحة الاستئصال.
- تحسين المظهر الخارجي واستعادة الثقة بالنفس.
- تحسين القدرة على الحديث بصورة طبيعية دون تأثر مخارج الحروف.
- تقديم علاج دائم وفعّال مقارنة بالبدائل المؤقتة.
خطوات عملية إعادة بناء عظام الفك
قد تُجرى عملية بناء عظام الفك في نفس توقيت عملية استئصال الورم أو في وقت لاحق، ويتحدد ذلك حسب تقييم الطبيب للحالة الصحية للمريض.
وتسير خطوات هذه الجراحة تحت تأثير التخدير الكلي على النحو التالي:
- يستأصل الطبيب الورم كاملًا مع إزالة جزء من الأنسجة المجاورة، لضمان القضاء التام على جميع الأنسجة المصابة.
- يأخذ جزء من العظام السليمة لزراعتها في الفك (عادة من عظمة الشظية في الساق أو من عظام الحوض).
- يُعيد توصيل الأوعية الدموية للعظام المزروعة بالاعتماد على الجراحة الميكروسكوبية.
- تثبيت العظام باستخدام الشرائح والمسامير.
وبعدما تلتئم العظام المزروعة مع عظام الفك والتي غالبًا ما تستغرق نحو 6 أشهر، تأتي المرحلة التالية للجراحة وهي زراعة تركيبات الأسنان، والتي عادة ما تتطلب اللجوء إلى جراح فم وأسنان خبير للحصول على النتائج الوظيفية والجمالية المرجوة.
نَعلم -عزيزي القاريء- أن معاناة أعراض سرطان الفك كان لها وطأة شديدة على نفسك وكذلك رحلة العلاج، ولعلك متردد في قرار الخضوع لعملية إعادة بناء عظام الفك، لكن دعنا نؤكد لك أنها خطوة أساسية في رحلة العلاج، وعلاوة على ذلك فهي تتسم بمعدلات نجاح مرتفعة، لذلك لا تدع إجراء طبي بسيط يمنعك عن التمتع بحياتك الطبيعية من جديد.
ما بعد إعادة بناء عظام الفك: فترة النقاهة والنصائح المهمة
تتراوح مدة التعافي بعد عملية بناء عظام الفك من 3 إلى 6 أشهر، وذلك حتى تلتئم العظام المزروعة مع عظام الفك، ومن المتوقع في تلك الأثناء أن تظهر بعض الآثار الجانبية للجراحة، مثل:
- الألم والتورم.
- النزيف البسيط.
- ظهور كدمات.
- صعوبة في المضغ أو الكلام.
ويُعد ظهور هذه الأعراض طبيعيًا ولا يستدعي القلق إذ تتلاشى تدريجيًا بمرور الوقت، ويشعر المريض بتحسنٍ ملحوظٍ يوم تلو الآخر، وعلاوة على ذلك يحرص الطبيب على وصف مجموعة من الأدوية المسكنة والمضادات الحيوية، لتخفيف الألم ومنع حدوث العدوى، وكذلك يُشدد على ضرورة اتباع مجموعة من الإرشادات، نوضحها تفصيلًا في السطور التالية.
إقرأ عن: سرطان البلعوم والحنجرة
نصائح هامة بعد جراحة بناء عظام الفك
ينبغي على المرضى الالتزام الصارم بمجموعة من النصائح بعد الخضوع لعملية بناء عظام الفك، ومن أهمها:
- تناول الأطعمة اللينة أو المهروسة خلال الأسبوع الأول؛ لتقليل الضغط على المنطقة المزروعة.
- تجنب تناول الأطعمة الباردة أو الساخنة للغاية.
- الحرص على الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن التي تُسرع الالتئام وتعزز التعافي.
أمَّا بالنسبة إلى كيفية العناية بالفك بعد الجراحة، يوصى باتباع الآتي:
- وضع كمادات الثلج على منطقة الجرح لتخفيف الألم والتورم.
- رفع الرأس في أثناء النوم لمنع حدوث النزيف.
- تنظيف الفم برفق لتجنب حدوث العدوى.
وإضافة إلى ما ذكرناه، نذكركم بأهمية المتابعة الطبية في المواعيد المحددة حسب توجيهات الطبيب؛ لتقييم نتائج الجراحة والتأكد من السير الآمن للتعافي.
مضاعفات عملية إعادة بناء العظام في الفك
رُغم أن إعادة بناء عظام الفك واحدة من الجراحات الآمنة والتي تتسم بمعدلات نجاح مرتفعة، فقد تنطوي على بعض المضاعفات الصحية كمثل الحال مع أي عملية جراحية، ومنها احتمالية حدوث:
- النزيف.
- العدوى.
- الجلطات.
- الألم المزمن.
- تندب الجرح.
ولعل اللجوء إلى جراح يمتلك الخبرة والمهارة الكافية في إجراء مثل هذا النوع من الجراحات، ويعتمد على التقنيات الطبية الحديثة هو السبيل الآمن لتفادي ظهور تلك المضاعفات، والحصول على النتائج العلاجية المرجوة دون التعرض لأية مخاطر.
الأسئلة الشائعة حول بناء عظام الفك بعد استئصال الأورام
نتطرق في السطور التالية إلى إجابة عدد من الأسئلة الرائجة حول عملية بناء عظام الفك.
هل عظام الفك تنمو من جديد؟
لا، لا تنمو عظام الفك من جديد من تلقاء نفسها، بل يتطلب الأمر الخضوع لعملية إعادة بناء عظام الفك بهدف زراعة عظام جديدة لتلتئم مع عظام الفك ومن ثمَّ استعادة الأداء الوظيفي له.
هل يمكن إعادة بناء فقدان العظام في الفك؟
نعم، يمكن إعادة بناء فقدان العظام في الفك من خلال عملية جراحية، تتضمن أخذ عينة من عظام الشظية في الساق أو الحوض وإعادة زرعها بالفك.
هل زراعة عظم الفك خطيرة؟
لا، في المُجمل لا تُعد زراعة عظم الفك جراحة خطيرة، لكنها قد تنطوي على بعض المضاعفات كشأن أي عملية جراحية، مثل احتمالية التعرض للنزيف أو العدوى أو الجلطات.
ما هي تكلفة زراعة عظام الفك في مصر؟
تتفاوت تكلفة زراعة عظام الفك في مصر بناءًا على العديد من العوامل، ومن أهمها:
- كمية العظام المزروعة ونوعها.
- التقنيات الطبية المستخدمة في الجراحة ومدى حداثتها.
- تكلفة التخدير.
- خبرة الطبيب والطاقم الطبي.
- مدة الإقامة بالمستشفى.
- الفحوصات والأشعة المطلوبة قبل الجراحة.
في النهاية..
تُعد جراحة إعادة بناء عظام الفك جزأ لا يتجزأ من رحلة التعافي من أورام الفك، فلا يقتصر دورها على تحسين المظهر الجمالي، بل استعادة الأداء الوظيفي وبناءًا عليه تحسين جودة الحياة.
لمزيد من الاستفسارات أو لحجز موعد مع الدكتور هيثم فكري -استشاري جراحة الأورام في المعهد القومي للأورام جامعة القاهرة- يمكنكم التواصل معنا عبر الأرقام الموضحة بالموقع الإلكتروني.