سرطان البلعوم والحنجرة

سرطان البلعوم والحنجرة

يصيب سرطان البلعوم والحنجرة نسبة تتراوح ما بين 1.5% إلى 2% من إجمالي مرضى السرطان في العالم، وهو أحد السرطانات الخبيثة التي تصيب منطقة الرأس والرقبة، وتكمن خطورته في تسببه في أعراض تعرقل حياة المريض، وقد يؤدي إلى الوفاة إذا أُهمل علاجه.

نوضح في هذا المقال أنواع سرطان البلعوم والحنجرة وسبل العلاج المتاحة له.

ما هو سرطان البلعوم والحنجرة؟

 يشير سرطان البلعوم والحنجرة إلى نمو غير طبيعي ومتسارع للخلايا المبطنة للبلعوم والحنجرة، ومع مرور الوقت تتكون أورامًا خبيثة بهما.

خطورة سرطان البلعوم والحنجرة 

تتمثل خطورة سرطان البلعوم والحنجرة في تسببه في المضاعفات الآتية:

  • صعوبة التنفس والبلع، إذ يتسبب النمو السريع لخلايا الورم في انسداد مجرى الهواء أو الطعام أو كليهما.
  • وجود بحة شديدة في الصوت أو فقدانه تمامًا نتيجة ضغط الورم على الأحبال الصوتية وإتلافها.
  • سرعة انتشاره وقابليته للانتقال إلى أعضاء أخرى كالغدة الدرقية والمريء.

أنواع سرطان البلعوم والحنجرة

تختلف أنواع سرطان البلعوم والحنجرة باختلاف مكان نمو الورم في كل منهما، ولا شك أن تحديد النوع مهم للغاية في رسم خطة العلاج بعد التشخيص، وتتمثل أنواع سرطان البلعوم فيما يلي:

  • سرطان البلعوم الأنفي، ويقع خلف الأنف وأعلى الحلق.
  • سرطان البلعوم الفموي، ويتكون خلف الفم حيث اللوزتين وقاعدة اللسان.
  • سرطان البلعوم السفلي، ويصيب الجزء السفلي من البلعوم قرب مدخل الحنجرة والمريء.

أما عن أنواع سرطان الحنجرة فهي:

  • سرطان الحنجرة فوق المزمار، ويظهر في الجزء العلوي من الحنجرة فوق الأحبال الصوتية.
  • سرطان الأحبال الصوتية، وهو النوع الأكثر شيوعًا من سرطان البلعوم والحنجرة، ويصيب الأحبال الصوتية مباشرةً.
  • سرطان الحنجرة تحت المزمار، ويظهر أسفل الأحبال الصوتية ويمتد نحو القصبة الهوائية.

تعرَف علي: ما هي أعراض سرطان الفك؟

كيف تحدث الإصابة بسرطان البلعوم والحنجرة؟

تحدث الإصابة بسرطان البلعوم والحنجرة نتيجة وجود بعض الطفرات الجينية المسببة لنمو الخلايا بصورة غير طبيعية، وتزيد فرص حدوث تلك الطفرات لدى بعض الأشخاص عن أقرانهم، وذلك نتيجة تعرضهم إلى عوامل خطر ترفع من نسبة إصابتهم.

عوامل تزيد فرص الإصابة بسرطان البلعوم والحنجرة

تنقسم العوامل المسببة للإصابة بسرطان البلعوم والحنجرة إلى عوامل خارجية وداخلية، وتتمثل العوامل الداخلية في وجود تاريخ وراثي مع السرطان في العائلة، أما العوامل الخارجية فتشمل:

  • التدخين، وهو أول وأهم عامل يسبب سرطان البلعوم والحنجرة، نظرًا لاحتواء التبغ على مواد مسرطنة تؤدي إلى تلف الحمض النووي DNA، وحدوث طفرة جينية.
  • التعرض المستمر لملوثات الهواء مثل عوادم السيارات والفحم والغبار واستنشاق أبخرة المواد الكيميائية الضارة.
  • عدوى فيروس الورم الحليمي البشري HPV.
  • سوء التغذية وضعف المناعة.

أعراض سرطان البلعوم والحنجرة

بخلاف صعوبة الكلام والبلع وضيق التنفس، توجد أعراض أخرى مرتبطة بالإصابة بسرطان البلعوم والحنجرة، ومنها:

  • فقدان الوزن غير المبرر.
  • طنين وألم في الأذن.
  • نزيف وسيلان الأنف.
  • سعال شديد قد يصحبه دم.
  • ظهور كتلة في الرقبة.

يتضح لنا الآن أن تلك الأعراض مشابهة لمشكلات أخرى بسيطة مثل نزلات البرد الشديدة وغيرها.

ولذلك نوصيكم أنه في حال استمرت هذه الأعراض لأكثر من أسبوعين دون تحسن ملحوظ على الرغم من الالتزام بالأدوية، يجب زيارة طبيب أورام لتلقي الرعاية الطبية اللازمة والتشخيص الدقيق.

كيفية تشخيص سرطان البلعوم والحنجرة

يشخص الطبيب سرطان البلعوم والحنجرة اعتمادًا على الخطوات الآتية:

  • أولًا: الفحص السريري، وفيه يفحص الطبيب الرقبة ويختبر القدرة على الكلام والبلع بعد سماع الأعراض التي يشكوها المريض.
  • ثانيًا: منظار الأنف أو الفم، إذ يوضح للطبيب موقع الورم بواسطة كاميرا بنهاية أنبوب المنظار تعرض صورة دقيقة للمنطقة المصابة.
  • ثالثًا: أخذ عينة من الورم لفحصها معمليًا وبيان ما إذا كان الورم حميدًا أم خبيثًا.
  • رابعًا: فحوصات أخرى مثل التصوير بالأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي.

واعتمادًا على نتائج تلك الخطوات الأربعة، يُشخص الطبيب نوع السرطان إن وُجد، وبناءً عليه تُحدد خطة العلاج.

سبل علاج سرطان البلعوم والحنجرة

توجد عدة خيارات لعلاج سرطان البلعوم والحنجرة، ولعل الجراحة تكون أول الخيارات عادة، ثم تُدمج مع أنواع العلاج الأخرى بعد ذلك:

  • الجراحة

وهي أول خطوة في علاج السرطان، وفيها يستأصل الطبيب الورم بالمنظار أو الروبوت الجراحي و قد يستأصل معه جزء من الحنجرة أو يضطر إلى إزالتها بالكامل مع عمل فتحة صناعية للتنفس. 

  • العلاج الكيماوي

يُعد علاجًا تكميليًا بعد الخضوع للجراحة، ويهدف إلى القضاء على أي خلايا سرطانية متبقية ومنع احتمالية نموها مرة أخرى، ويمكن أن يدمجه الطبيب مع أنواع أخرى من العلاجات التكميلية.

  • العلاج الإشعاعي

يٌشبه في هدفه العلاج الكيماوي، إذ يُعد أيضًا من العلاجات التكميلية بعد الجراحة، ويعتمد على توجيه أشعة عالية الطاقة لتدمير الخلايا السرطانية ومنع عودة السرطان.

  • العلاج الموجه 

وهي أدوية يتناولها المريض بعد الجراحة تستهدف سطح الخلايا السرطانية وتُعطل نموها.

  • العلاج المناعي

ويشمل أدوية تقوي جهاز المناعة وتدعمه في مهاجمة الخلايا السرطانية، ويستخدم عادةً في الحالات المتقدمة والتي انتشر فيها الورم.

نسبة الشفاء من سرطان البلعوم والحنجرة، هل يوجد أمل؟

من مظاهر رحمة الله أن أعراض سرطان البلعوم والحنجرة تظهر بصورة أوضح من بقية أنواع السرطان، مما يسرع من تشخيصه والبدء في علاجه.

 وقد وصلت نسبة الشفاء من سرطان البلعوم والحنجرة إلى 80% بحسب ما ذُكر في الدراسات العلمية، كما تقل تلك النسبة كلما تأخر اكتشاف السرطان.

كيف أحمي نفسي من سرطان البلعوم والحنجرة؟

يمكنك الوقاية من سرطان البلعوم والحنجرة بالإقلاع عن التدخين أولًا، فهي الخطوة الأهم، ويأتي بعدها تجنب ملوثات الهواء والمواد الكيميائية، مع ضرورة اتباع نظام غذائي صحي ومعتدل وممارسة الرياضة الخفيفة، فكما أوضحنا بالفقرات السابقة، توجد علاقة وطيدة بين سرطان البلعوم والحنجرة وسوء التغذية.

أسئلة شائعة حول سرطان البلعوم والحنجرة

إليك أشهر الأسئلة حول سرطان البلعوم والحنجرة وإجاباتها فيما يلي:

ما هي علامات سرطان البلعوم؟

تتمثل علامات سرطان البلعوم في صعوبة البلع والكلام وظهور كتلة غير طبيعية في الرقبة، مع فقدان غير مبرر للوزن وطنين وألم في الأذن وسعال شديد يصاحبه الدم.

كيف أعرف أنني مصاب بسرطان الحنجرة؟

إذا ظهرت عليك أعراض سرطان الحنجرة واستمرت لأكثر من أسبوعين مع فقدانك للوزن دون تخطيط وعدم اختفاء الكتلة التي ظهرت بالرقبة، يجب أن تستشير طبيب أورام في طبيعة تلك الكتلة للإطمئنان.

هل يتم الشفاء من سرطان البلعوم؟

نعم، يمكن الشفاء من سرطان البلعوم، وقد تصل نسبة الشفاء إلى 80% إذا كان الورم محدودًا واكتُشف مبكرًا، وتقل تلك النسبة كلما تأخر التشخيص وانتشر المرض.

ماذا يشعر مريض سرطان الحلق؟

يشعر مريض سرطان الحلق بصعوبة في التنفس والكلام والبلع، إلى جانب الشعور بوجود كتلة في الحلق، وألم وطنين في الأذن.

في النهاية، نود أن نطمئن القارئ أن سُبل علاجات السرطان بأنواعه طُورت للغاية في الآونة الأخيرة، وظهرت فعالية تلك التطورات في رفع نسب الشفاء والحد من خطر الوفاة بالسرطان، ولكن يظل العامل الرئيسي لنجاح تلك العلاجات هو الكشف المبكر والعلاج المناسب.

إذا كنت تبحث عن طبيب متخصص في جراحة الأورام، ننصحكم بحجز موعد مع الدكتور هيثم فكري -استشاري أول جراحة الأورام-، وذلك من خلال الأرقام الموضحة في الموقع الإلكتروني.