إذا خضعتِ مؤخرًا لعملية استئصال المبيض أو تستعدين لها، فمن الطبيعي أن تدور في ذهنكِ أسئلة كثيرة مثل ما مدة الشفاء بعد عملية استئصال المبيض؟ ومتى يمكنكِ العودة لحياتكِ اليومية؟
في هذا المقال، نرافقكِ خطوة بخطوة في رحلة الشفاء بعد استئصال المبيض، لنمنحك تصورًا واقعيًا عن هذه المرحلة، ونطمئنك بأن التعافي ممكن، فقط إذا منحتِ نفسك الوقت والراحة التي تستحقينها، وعند النظر إلى تجاربكم مع استئصال المبيض، نجد أن الالتزام بالتعليمات في فترة النقاهة، يعينكِ على الرجوع لحياتك اليومية بشكل أسرع.
مدة الشفاء بعد عملية استئصال المبيض
تختلف مدة الشفاء بعد عملية استئصال المبيض باختلاف نوع الجراحة، فإذا كانت جراحة تقليدية قد تستغرق مدة الشفاء والعودة إلى الأنشطة اليومية من 4 إلى 6 أسابيع، مع تجنب رفع الأشياء الثقيلة والمجهود البدني الشاق، في حين إذا كان الاستئصال بواسطة المنظار، فتكون مدة الشفاء بعدها من أسبوعين إلى 4 أسابيع فقط، وكلا الطريقتين تتأثر مدة الشفاء بعدهما بعدة عوامل، منها ما يخص المريضة نفسها ومنها ما يخص الطبيب.
كم يستمر الألم بعد العملية؟
من الطبيعي أن تشعري بالألم بعد عملية استئصال المبيض، ويختلف الألم في شدته ومدته حسب نوع الجراحة وحالة المريضة، ففي أغلب الحالات يستمر الألم لمدة 3 إلى 7 أيام بعد العملية، ويكون أكثر وضوحًا في مكان الجرح ومنطقة الحوض، وباستخدام المسكنات يمكنكِ التحكم فيه.
أما الألم الخفيف أو الشعور بعدم الارتياح فقد يستمر لفترة أطول، تصل إلى أسبوعين أو أكثر، خاصةً مع الحركة أو الجلوس لفترات طويلة.
متى يكون الألم غير طبيعي؟
من المهم التواصل مع طبيبكِ في حال استمرار الألم أو زيادة حدته مع الوقت حتى في أوقات الراحة والاستلقاء، وعدم استجابته للمسكنات، أو صاحبه أعراض أخرى مثل الحمى أو النزيف أو خروج إفرازات من الجرح، لأن ذلك قد يشير إلى مضاعفات تستدعي التدخل الطبي العاجل.
العوامل المؤثرة في فترة النقاهة، كيف تؤثر خبرة الطبيب في مدة الشفاء بعد عملية استئصال المبيض؟
تتأثر مدة الشفاء بعد عملية استئصال المبيض بعدة عوامل، منها:
عوامل تتعلق بالمريضة
إن مدى التزام المريضة بتعليمات الطبيب بعد العملية يلعب دورًا كبيرًا في سرعة الشفاء، ومن أهم هذه التعليمات:
- تجنب حمل الأشياء الثقيلة.
- الحرص على الراحة في الأسابيع الأولى.
- المشي الخفيف لتنشيط الدورة الدموية.
- الالتزام بمواعيد الأدوية، ومتابعة أي أعراض غير معتادة مثل الحمى أو الألم الشديد.
وبالإضافة إلى ذلك، تتأثر أيضًا مدة الشفاء من العملية بطبيعة حالة المريضة قبلها، فمثلًا:
- عمر المريضة، إذ تميل السيدات الأصغر سنًا إلى التعافي بشكل أسرع من الأكبر سنًا.
- الحالة الصحية العامة، فوجود أمراض مزمنة مثل السكري أو ارتفاع الضغط قد يُبطئ التئام الجروح.
- اللياقة البدنية ووزن الجسم، فالنساء اللواتي يتمتعن بوزن صحي ونمط حياة نشط غالبًا ما يتعافين بسرعة أكبر.
- الحالة النفسية للمريضة، فالدعم النفسي والتفاؤل والرغبة في العودة للحياة الطبيعية تُسرّع من وتيرة التعافي بشكل ملحوظ ولا يمكن إغفال هذا الجانب.
عوامل تتعلق بالطبيب
إلى جانب العوامل المتعلقة بالمريضة، فهناك عوامل تتعلق بالطبيب نفسه، ومن أبرز هذه العوامل:
- خبرة الجراح ومهارته في إجراء العملية بدقة وتقليل التدخل الجراحي، مما يقلل من خطر المضاعفات ويُسرّع التئام الأنسجة.
- اختيار نوع الجراحة (منظار أم جراحة تقليدية مفتوحة) يعتمد على تقييم الطبيب للحالة، وغالبًا ما تؤدي الجراحة بالمنظار إلى فترة شفاء أقصر.
- طبيعة الخطة العلاجية بعد العملية التي يضعها الطبيب، وتشمل توجيهاته حول المسكنات وكيفية العناية بالجرح والحد المسموح من النشاط البدني والمتابعة الدورية.
فكلما كان تواصل الطبيب مع الحالة واضحًا والتعليمات دقيقة، زادت فرص التعافي السريع وتجنّب المضاعفات.
كيف أعتني بنفسي بعد العملية؟
بعد عملية استئصال المبيض، ستحتاجين إلى اتباع بعض التعليمات لتسريع الشفاء وتجنب المضاعفات، مثل:
تحرّي الراحة دومًا
احرصي على الراحة خلال الأيام الأولى بعد العملية، وتجنب أي مجهود بدني عنيف أو حمل أشياء ثقيلة، ولا يمنع هذا البدء بالحركة البسيطة مثل المشي داخل المنزل لتحفيز الدورة الدموية ومنع حدوث جلطات.
العناية بالجرح أمر بالغ الأهمية
تأكدي من بقاء مكان الجرح نظيفًا وجافًا، واتّبعي تعليمات الطبيب حول تغيير الضمادات إن وجدت، وراقبي ظهور أي علامات غير طبيعية مثل احمرار شديد أو تورم أو إفرازات تخرج من مكان الجرح، وأخبري طبيبك فورًا إن ظهرت.
التغذية بعد العملية
اختاري أطعمة غنية بالبروتين والفيتامينات لمساعدة الجسم على إعادة بناء الأنسجة والتئام الجرح، واهتمي بشرب الماء بكميات كافية، وحاولي تجنب الإمساك قدر الإمكان، بتناولكِ الألياف أو الملينات عند الحاجة، خاصةً إن كنتِ تستخدمين مسكنات تُسبب بطء حركة الأمعاء.
لا تهملي الجانب النفسي
اسمحي لنفسك بالتعبير عن شعورك الحقيقي، واطلبي الدعم ممن حولك، فمن الممكن أن تراودك مشاعر القلق أو الحزن وهو أمر طبيعي، لكن الأهم ألا تبقى هذه المشاعر حبيسة داخلك، وإذا شعرتِ بتغيرات مزاجية حادة أو مستمرة، لا تترددي في استشارة طبيبك.
إقرأي عن: تجاربكم مع استئصال المبيض
سن الأمل واستئصال المبيض، معتقدات خاطئة في أذهان البعض
يرتبط استئصال المبيض في أذهان الكثير بالوصول إلى سن الأمل أسرع من بقية النساء، لكن هذه الفكرة ليست دقيقة دائمًا، فواحدة من أكثر المعتقدات الخاطئة شيوعًا هي أن من أضرار استئصال المبيض الأيمن إدخال المرأة في سن الأمل فورًا، بينما الحقيقة أن الاحتفاظ بمبيض واحد كافٍ للحفاظ على التوازن الهرموني واستمرار الدورة الشهرية بصورة طبيعية في الكثير من الحالات.
يظن البعض أيضًا أن استئصال المبيضين يعني فقدان القدرة على الشعور بالأنوثة، وهذا غير صحيح فالكثير من النساء يعشن حياة صحية ونشطة بعد العملية، دون أن تتأثر مشاعرهن أو علاقاتهن الزوجية، خاصةً عند حصولهن على العلاج المناسب والدعم النفسي.
هل استئصال المبيض يؤثر على العلاقة الزوجية؟
تعتمد الإجابة على عدة عوامل، فعند استئصال مبيض واحد فقط لا يحدث تغير كبير في الرغبة أو القدرة الجنسية لدى المرأة، لأن المبيض المتبقي يواصل إفراز الهرمونات الأنثوية، أما في حال استئصال المبيضين معًا، فإن مستوى هرمون الإستروجين ينخفض وهو ما يؤدي إلى جفاف المهبل أو تراجع الرغبة الجنسية لدى بعض النساء، ولكن يمكن التعامل مع هذه الأمور بسهولة من خلال العلاج الهرموني التعويضي أو استخدام مرطبات مهبلية، وتلعب العلاقة العاطفية ودعم الشريك دورًا كبيرًا في تخطيها.
في الختام، لا تستجيبي للأفكار المغلوطة عن عملية استئصال المبيض، وإذا كنت بحاجة إليها لا تترددي في الخضوع لها، فهي آمنة في كثير من الحالات ونسب نجاحها عالية، ولكن اتبعي تعليمات الطبيب بعدها كي تقللي من مدة الشفاء بعد العملية قدر الإمكان.