تُجرى عملية استئصال القولون لإزالة جزء من الأمعاء الغليظة أو كلها في حالة الإصابة بأيٍ من الأمراض الخطيرة التي تُؤثر سلبًا في وظائف الجهاز الهضمي، ومن أبرزها السرطان والنزيف والانسداد، إضافة إلى مرض التهاب الأمعاء الحاد.
وتُعد هذه العملية من الجراحات الكُبرى التي تتطلب قدرًا عاليًا من الاهتمام والرعاية سواءً من قِبَل الطبيب أو المريض، حتى تسير خطواتها على نحوٍ دقيق وتمر مدة الشفاء منها بسلام دونَ حدوث مخاطر صحية.
وفي هذا الصدد، خصصنا مقالنا التالي للتعرّف تفصيلًا إلى مدة الشفاء من عملية استئصال القولون وأهم العوامل المؤثرة فيها ومراحلها، كذلك الإجابة عن بعض التساؤلات المتداولة حول هذه الجراحة.
مدة الشفاء من عملية استئصال القولون
تصل مدة الشفاء من عملية استئصال القولون إلى 6 أسابيع، وخلال تلك المدة لا يظل المريض طريح الفراش، إذ يُمكنه العودة إلى ممارسة بعض الأنشطة اليومية البسيطة، مثل الأعمال المكتبية والقيادة في غضون أسبوع أو أسبوعين تقريبًا -بعد استشارة الطبيب-.
العوامل المؤثرة في مدة الشفاء من عملية استئصال القولون
تتباين مدة الشفاء من عملية استئصال القولون بسبب تأثرها بعدّة عوامل، أهمها ما يلي:
-
نوع الجراحة
يُعد نوع الجراحة من أكثر العوامل تأثيرًا في مدة الشفاء، فالجراحة بالمنظار غالبًا ما تكون أقل ألمًا وأسرع في التعافي مقارنةً بالجراحة المفتوحة التي تحتاج إلى وقت أطول لالتئام الجُرح واستعادة النشاط البدني كاملًا.
-
عمر المريض وحالته الصحية
تؤثر الحالة الصحية للمريض وعمره في سرعة التعافي، فكلما كان المريض أصغر سنًا ويتمتع بصحة جيدة قبل العملية، كانت فترة النقاهة أقصر، أمّا كبار السن أو الذين يعانون أمراضًا مزمنة، فقد يحتاجون إلى مدة أطول للشفاء التام.
-
الإجراء المُتبع خلال الجراحة
تختلف مدة الشفاء تبعًا للإجراء المتبع خلال العملية، ففي حال الخضوع لاستئصال القولون الجزئي تصير المدة أقصر مقارنةً باستئصال القولون الكُلي والمستقيم.
ويُحدد الطبيب الإجراء المناسب لكل مريض تبعًا لحجم الجزء المتضرر من الأمعاء الغليظة ومدى تأثيره في وظائف الجهاز الهضمي.
-
العناية بعد العملية
اتباع تعليمات الطبيب بدقة من حيثُ النظام الغذائي وتناول الأدوية والاهتمام بنظافة الجرح، يُسهم بنسبة كبيرة في تسريع مدة الشفاء من عملية استئصال القولون.
-
المضاعفات المحتمل حدوثها
قد يتعرّض بعض المريض إلى مضاعفات الصحية تحتاج نهجًا خاصًا لعلاجها بعد الجراحة، الأمر الذي يؤدي إلى طول مدة الشفاء.
-
الصحة النفسية
الراحة النفسية وتلقي الدعم من الأهل والأصدقاء يلعبان دورًا مهمًا في تحفيز المريض على الالتزام بالعلاج واستعادة نشاطه البدني سريعًا.
وتمر مدة الشفاء من هذه الجراحة بعدّة مراحل، لكل منها تعليمات محددة يجب على المرضى الالتزام بها، فيا تُري ما هي؟
مراحل الشفاء من عملية استئصال القولون
تُقسم مدة الشفاء من عملية استئصال القولون إلى 4 مراحل كالآتي:
-
المرحلة الأولى (3-7 أيام)
يبقى المريض في المستشفى بضعة أيام حسب حالته الصحية ونوع الإجراء الجراحي المُتبع، وفي أثناء مدة إقامته يتلقى أدوية عبر الوريد من أجل تخفيف الألم، إضافة إلى نظام غذائي سائل عند عودة حركة الأمعاء الغليظة إلى يُسمح بعودته إلى المنزل.
-
المرحلة الثانية (الأسبوع الثاني)
قد يشعر المريض بالإرهاق والتعب، لذلك يُنصح بأخذ قسط وفير من الراحة مع المشي مسافات قصيرة ثمَّ زيادتها تدريجيًا في أرجاء المنزل، مع الالتزام بتناول الأدوية الموصوفة.
-
المرحلة الثالثة (بدايةً من الأسبوع الثالث حتى الرابع)
يُلاحظ معظم المرضى تحسنًا واضحًا في مستوى نشاطهم البدني، إذ يستطيعون أداء الأنشطة البدنية الخفيفة، مثل أعمال الطبخ وغسل الملابس، إضافة إلى ذلك تزداد شهيتهم وتصير جودة نومهم أفضل.
-
المرحلة الرابعة (الأسبوع الرابع حتى الأسبوع السادس)
يعود المريض إلى أداء أنشطته اليومية براحة، مع وجود بعض القيود بشأن رفع الأشياء الثقيلة التي تزيد الضغط على موضع الجراحة.
الأسئلة الشائعة حول عملية استئصال القولون
يشغل بال المرضى عدد من التساؤلات حول مدة الشفاء من عملية استئصال القولون، نُجيب عن بعضها تفصيلًا فيما يلي:
هل يعود الإنسان طبيعي بعد استئصال القولون؟
نعم، يعود الإنسان طبيعي بعد انتهاء مدة الشفاء من عملية استئصال القولون، ولكنه يحتاج إلى اتباع نظام غذائي معين يُحدده الطبيب ونمط حياة صحي، فذلك يُعزز حركة الأمعاء ويعيدها إلى طبيعتها قدر الإمكان خلال مدة تتراوح ما بين 3 و6 أشهر.
هل الإمساك خلال مدة الشفاء من عملية استئصال القولون الجزئي أمرٌ طبيعي؟
من أبرز أعراض ما بعد استئصال جزء من القولون هو الإمساك، وهو أمرٌ مؤقت سيزول مع مرور الوقت، وللحد من حدوثه يُنصح بتناول الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة وشرب كميات كافية من المياه، إضافة إلى المشي مسافات قصيرة لتعزيز حركة الأمعاء.
ما مُضاعفات عملية استئصال القولون؟
قد يُصاحب عملية استئصال القولون عدد من المُضاعفات التي تُهدد صحة المريض، ومن أبرزها ما يلي:
- النزيف.
- العدوى.
- تكوُّن جلطات دموية في الساقين والرئتين.
- تضرر الأعضاء المحيطة بالقولون، ومنها المثانة والأمعاء الدقيقة.
- رد فعل تحسسي تجاه المواد المستخدمة في التخدير قد يُسبب مشكلات في التنفس.
- الانسداد المعوي.
ولتجاوز مدة الشفاء بأمان وختامها بقول “تجربتي مع استئصال جزء من القولون سارت على نحوٍ سليم”، ينبغي الخضوع للجراحة على يد طبيب ماهر يستخدم أحدث التقنيات المتطورة.
وفي النهاية.. نُوصي المرضى خلال مدة الشفاء من عملية استئصال القولون بالالتزام التام بتعليمات الطبيب وإبلاغه بأي علامات غير طبيعية قد تظهر، مثل ألم البطن الذي يزداد سوءًا والحُمى واحمرار الشق الجراحي وفقدان القدرة على التبرز، فرُبما تُشير إلى حدوث إحدى مُضاعفات الجراحة التي تستدعي التدخل الطبي فورًا، حفاظًا على صحتهم والحصول على أعلى نسبة نجاح ممكنة من الجراحة.
وعامةً، تُعدّ نسبة نجاح عملية استئصال سرطان القولون مرتفعة، وهي جراحة آمنة للغاية إذا أُجريت داخل مستشفى أو مركز مجهز بأحدث التقنيات وتحت إشراف طبيب ماهر وخبير، مثل الدكتور هيثم فكري -استشاري جراحات الأورام في المعهد القومي للأورام، جامعة القاهرة-.
لحجز موعد مع الدكتور هيثم فكري، اتصل بنا على الأرقام الموضحة أدناه في الموقع الإلكتروني.





