يشعر الناس بقلق شديد حينما يُشخص أحد أحبائهم بسرطان المعدة، ويظن معظمهم أنّ الباب مغلقًا أمام الشفاء، لكنّ الطب الحديث يحمل وجهًا آخر للحقيقة، إذ تمنحنا نسبة شفاء سرطان المعدة هذه الأيام بعضًا من الأمل.
ولكن هذا الأمل مرهون بعوامل كثيرة تحدد المسار العلاجي وفرص البقاء، وفي هذا المقال نتعرف معًا إلى هذه العوامل بالتفصيل، موضحين الإحصائيات والدراسات التي تشير إلى نسب الشفاء في كل حالة.
ما العوامل التي تؤثر في نسبة شفاء سرطان المعدة؟
تعتمد نسبة الشفاء من سرطان المعدة على مجموعة من العوامل المتداخلة على النحو الآتي:
- مراحل سرطان المعدة: ترتفع فرص الشفاء بنسبة ملحوظة إذا كان الورم لا يزال في مرحلة مبكرة، ثم تنخفض هذه النسبة كلما تقدم الورم وانتشر أكثر.
- نوع الخلايا السرطانية: تختلف خصائص الخلايا السرطانية من حالة لأخرى، فبعض الأورام تكون بطيئة النمو، ما يسهّل علاجها، والبعض الآخر يكون أكثر عدوانية يصعب الشفاء منها.
- صحة المريض العامة: وتلعب دورًا أساسيًا، فالأجسام القوية التي لا تعاني أمراضًا مزمنة تتحمل العلاج الكيماوي أو الإشعاعي بصورة أفضل.
- طريقة علاج سرطان المعدة: فبعض المرضى يحققون نتائج مبهرة عند دمج الجراحة مع العلاج الموجّه أو المناعي، ولكن يجب أن تكون صحة المريض العامة مهيئة لذلك.
ونظرًا لأنه من الصعب تحديد نسبة موحدة ثابتة تنطبق على جميع الحالات، علينا أن نتطرق إلى العوامل المذكورة بمزيد من التفصيل موضحين نسبة الشفاء في كل منها حسب الإحصائيات.
نسبة شفاء سرطان المعدة حسب المرحلة
كما ذكرنا، تختلف نسبة الشفاء حسب مرحلة السرطان على النحو الآتي:
- المرحلة الأولى: عندما يكون الورم محدودًا في بطانة المعدة، تصل نسبة الشفاء إلى نحو 80٪ بعد الجراحة والعلاج المساعد.
- المرحلة الثانية: عندما تنتشر أعراض سرطان المعدة وخلايا الورم إلى جدار المعدة أو الغدد اللمفاوية القريبة، تتراوح النسبة بين 50 و60٪.
- المرحلة الثالثة: إذا انتشر الورم إلى مناطق أوسع، تنخفض النسبة إلى نحو 30٪، خصوصًا في حال وجود أكثر من غدة لمفاوية مصابة.
- المرحلة الرابعة: حين يمتد السرطان إلى أعضاء أخرى مثل الكبد أو الرئة، تنخفض نسبة الشفاء إلى أقل من 10٪، وغالبًا يركّز العلاج في هذه المرحلة على تحسين نوعية الحياة والسيطرة على الأعراض.
إقرأ عن: علاج سرطان المعدة الخبيث
نسبة شفاء سرطان المعدة حسب العمر
تختلف نسبة شفاء سرطان المعدة بين الشباب وكبار السن بصورة واضحة، فالشباب الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا يمتلكون قدرة أكبر على التحمّل والاستجابة للعلاج، وقد تصل نسبة الشفاء لديهم إلى 70٪ إذا شُخّص الورم مبكرًا. أما كبار السن، فتتراجع النسبة إلى حدود 40٪؛ بسبب ضعف المناعة وصعوبة تحمل العلاجات المركّبة، ومع ذلك، ساهمت التطورات الحديثة في علاج سرطان المعدة في رفع فرص البقاء حتى لدى كبار السن، بفضل الجراحة الدقيقة والعلاج الموجّه.
هل تختلف نسبة شفاء سرطان المعدة حسب الجنس
تشير الإحصاءات إلى فرق طفيف في نسبة الشفاء من سرطان المعدة بين الجنسين، فالنساء غالبًا ما يكتشفن المرض في مراحل أبكر، وذلك لأنهم حسب الإحصائيات يزرن الطبيب بصورة دورية أكثر من الرجال، مما يمنحهنّ نسب شفاء أعلى نسبيًا تصل إلى 65٪.
بينما تتراوح النسبة لدى الرجال بين 55 و60٪، ويرتبط ذلك غالبًا بنمط الحياة والعادات الغذائية.
أسئلة شائعة عن علاجات سرطان المعدة
ما نسبة نجاح عملية سرطان المعدة؟
تتراوح نسبة نجاح عملية سرطان المعدة ما بين 70 و90٪ في مراحل المرض المبكرة، وتنخفض عند وجود انتشار واسع للورم أو ضعف في الحالة العامة للمريض.
هل هناك حالات شُفيت من سرطان المعدة؟
نعم، وازداد عددها في السنوات الأخيرة مع تطور التقنيات الجراحية والعلاج المناعي، إذ تجاوزت فترات البقاء على قيد الحياة مدة عشر سنوات أو أكثر لدى كثير من المرضى.
ماذا يحدث بعد إزالة ورم في المعدة؟
يخضع المريض لمتابعة دقيقة وتحاليل دورية للتأكد من عدم عودة الورم، بالإضافة إلى ضرورة تعديل النظام الغذائي لتجنب الإجهاد الهضمي.
إقرأ عن: علاج ورم المعدة الحميد
كيف يأكل الإنسان بعد استئصال المعدة؟
يتناول المريض وجبات صغيرة متكررة غنية بالبروتين وسهلة الهضم، مع تجنّب السكريات والدهون الثقيلة، للحفاظ على توازن الجسم.
الخلاصة..
تعتمد نسبة شفاء سرطان المعدة على مجموعة مختلفة من العوامل المتداخلة، ولكن الخبر الجيد أنّ تطوّر الطب أتاح فرصًا حقيقية للشفاء الكامل، خصوصًا عندما يُعالج المريض في الوقت المناسب وبإشراف فريق متخصص
لذلك لا تهمل أبدًا المتابعات الدورية مع الطبيب، ولا تتهاون مع أي أعراض غير مألوفة مهما بدت بسيطة، فزيارة قصيرة إلى الطبيب هي دائمًا أفضل من رحلة شاقة ومرهقة من العلاج والتدخلات الجراحية.