فهم أسباب سرطان البنكرياس

أسباب سرطان البنكرياس

يُعد سرطان البنكرياس من أكثر أنواع السرطان صعوبة في الاكتشاف، ويرجع ذلك إلى أن أعراضه غالبًا لا تظهر إلا في مراحل متقدمة.

ولعل الاطلاع على أسباب سرطان البنكرياس يمكن أن يساعد في الوقاية منه أو يساهم في سرعة اكتشافه والخضوع للعلاج في الوقت المناسب حال الإصابة به. 

في هذا المقال، سنتعرف معًا على العوامل التي قد تؤدي إلى الإصابة بسرطان البنكرياس ونستعرض سبل العلاج، لتكون الصورة.

ما أسباب سرطان البنكرياس؟

في الحقيقة، لا يوجد سبب يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بسرطان البنكرياس بصورة مباشرة؛ لكن هذا لا ينفي وجود مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به، وهي المقصودة بالحديث عن أسباب سرطان البنكرياس، ومن أبرزها:

  • التاريخ العائلي

للأسف، تزداد احتمالية الإصابة بسرطان البنكرياس إذا كان هناك تاريخ وراثي للإصابة به أو بغيره من أنواع السرطانات في العائلة.

  • التدخين

يعد التدخين من أكثر أسباب سرطان البنكرياس شيوعًا؛ إذ إن المواد السامة الموجودة في تبغ السجائر يمكنها أن تضر بخلايا البنكرياس وتزيد من فرص تحولها إلى خلايا سرطانية.

  • السمنة

تلعب السمنة دورًا مباشرًا في تحفيز نمو الأورام السرطانية في أنسجة الجسم المختلفة، لا سيما البنكرياس.

وذلك لأن تراكم الدهون في منطقة البطن يتطلب جهدًا أكبر من خلايا البنكرياس لإفراز الأنسولين بكميات أكثر؛ مما يؤدي إلى التهابها بصورة مزمنة وتغير طبيعتها، وهو ما يزيد من خطر تحولها إلى خلايا سرطانية.

  • داء السكري 

يمثل عدم انضباط مستويات السكري من النوع الثاني في الدم أحد أبرز العوامل التي تزيد احتمالية الإصابة بسرطان البنكرياس. 

  • التعرض المزمن للمواد الكيميائية السامة

يساهم التعرض المزمن لبعض المبيدات الحشرية والمواد المستخدمة في بعض الصناعات مثل الكلوريد العضوي والفينولات في زيادة خطر الإصابة بسرطان البنكرياس.

  • العمر والجنس

تشير بعض الدراسات أن احتمالية الإصابة بسرطان البنكرياس تزداد مع التقدم في العمر، وغالباً ما يظهر فيمن تجاوزت أعمارهم 50 عامًا.

بالإضافة إلى ذلك، قد يكون الرجال أكثر عرضة للإصابة به مقارنةً بالنساء.

وفي هذا السياق، إذا كنت معرضًا لعوامل الخطر أو لديك تاريخ عائلي مع المرض، فمن الضروري الانتباه للأعراض التالية:

  • ألم مستمر أو متكرر في الجزء العلوي من البطن، وقد يمتد إلى الظهر.
  • فقدان الوزن المفاجئ دون سبب واضح.
  • ظهور اليرقان، أي اصفرار الجلد وبياض العين.
  • تغير في لون البراز أو طبيعته (يصبح لونه باهتًا أو قوامه دهنيًا) أو البول (يصبح داكنًا).

إن ظهور هذه العلامات بالتزامن مع وجود أحد أسباب سرطان البنكرياس يستوجب التوجه إلى الطبيب فورًا لإجراء الفحوصات اللازمة.

ورغم تباين أسباب سرطان البنكرياس أو العوامل المؤدية للإصابة به؛ فإن الإلمام بها في نهاية الأمر هو الخطوة الأولى لمواجهته بصورة صحيحة من خلال طرح الخيارات العلاجية المتاحة والخضوع للأنسب منها، وهو ما نتطرق إليه في الفقرة القادمة.

إليك أبرز طرق علاج سرطان البنكرياس

تختلف طرق علاج ورم البنكرياس تبعًا للآتي:

  • مرحلة المرض ومدى انتشاره.
  • حالة المريض الصحية.

وفيما يلي نظرة شاملة على أبرز طرق علاج سرطان البنكرياس:

التدخل الجراحي

تعد الجراحة الخيار الأكثر فعالية في حالة الاكتشاف المبكر لسرطان البنكرياس.

ويتضمن الخيار الجراحي عدة تقنيات يختار من بينها الطبيب ما يناسب المريض بعد تشخيص مراحل سرطان البنكرياس بدقة.

وتشمل تلك التقنيات ما يلي:

  • عملية “ويبل”

تمثل التقنية الأشهر، وفيها يزيل الطبيب جزء من البنكرياس مع أجزاء أخرى من الجهاز الهضمي.

  • استئصال جسم وذيل البنكرياس

يلجأ الطبيب إلى هذه الطريقة عندما يكون الورم موجودًا في جسم أو ذيل البنكرياس، وقد تشمل استئصال الطحال أيضًا.

  • استئصال البنكرياس بالكامل

يكون الخيار الأمثل بالنسبة للحالات التي يكون فيها الورم منتشرًا في نسيج البنكرياس بأكمله.

والجدير بذكره في هذا الصدد أن نسبة نجاح عملية استئصال البنكرياس تختلف من حالة لأخرى تبعًا للحالة العامة لصحة المريض ووقت اكتشاف المرض، فكلما خضع المريض للعلاج مبكرًا تحت إشراف فريق طبي متخصص ارتفعت نسبة النجاح.

العلاج الكيميائي

يهدف العلاج الكيميائي إلى تقليص حجم الورم أو القضاء على الخلايا السرطانية المتبقية بعد الجراحة.

ويُستخدم أيضًا للمرضى الذين لا تسمح حالتهم الصحية بالخضوع للجراحة بهدف تخفيف الأعراض والحد من تقدم المرض قدر الإمكان.

العلاج الإشعاعي

عبارة عن موجات عالية الطاقة تُوجّه نحو الخلايا السرطانية المتبقية لتدميرها.

وقد يُستخدم العلاج الإشعاعي أحيانًا مع العلاج الكيميائي، خصوصًا في الحالات التي لا يمكن فيها استئصال الورم جراحيًا.

العلاج المناعي

يعد العلاج المناعي من أحدث تقنيات علاج سرطان البنكرياس، والذي تعتمد فكرته على تقوية جهاز المناعة ليتمكن من مهاجمة الخلايا السرطانية بصورة فعالة.

أسباب سرطان البنكرياس: هل يمكن التقليل من خطورتها؟

رغم أن بعض أسباب سرطان البنكرياس غير قابلة للتغيير -مثل العوامل الوراثية- ما زال هناك الكثير لفعله للتغلب على العوامل الأخرى والوقاية من مخاطرها، ومن أهم طرق الوقاية ما يلي:

  • الإقلاع عن التدخين.
  • الحفاظ على وزن صحي.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • اتباع نظام غذائي غني بالخضروات والفواكه.
  • مراقبة مستويات السكر والدهون في الدم باستمرار، والحرص على بقائها ضمن المعدلات الصحية.

أما عن التاريخ العائلي والوراثي للإصابة بسرطان البنكرياس، فيساعد الالتزام بالنصائح السابقة في الحد من تلك العوامل على صحة الجسم عمومًا وصحة البنكرياس بصورة خاصة.

وعلى الرغم من صعوبة المرض، يبقى الأمل قائمًا؛ فالكشف المبكر وبدء العلاج المناسب، يمكن أن يُحدثا فرقًا كبيرًا في فرص الشفاء وتحسين حياة المرضى.

خلاصة القول في أسباب سرطان البنكرياس وطرق التعامل معها.. 

إن فهم أسباب سرطان البنكرياس يعد خطوة أساسية للوقاية منه أو اكتشافه مبكرًا في حال الإصابة به، ومن ثم تحسين فرص العلاج وزيادة معدلات الشفاء.

إذا كنت تعاني من أعراض مقلقة أو لديك تاريخ عائلي مرتبط بسرطان البنكرياس أو أورام القناة الهضمية، لا تتردد في التواصل مع الدكتور هيثم فكري – استشاري جراحات الأورام بالمعهد القومي للأورام، جامعة القاهرة – فهو من الأطباء المتميزين في هذا المجال، ويمتلك خبرة واسعة ورؤية شاملة تضمن تقديم أفضل الخيارات العلاجية والرعاية المتخصصة لحالات سرطان البنكرياس.