كم تستغرق عملية استئصال ورم المستقيم؟ 

كم تستغرق عملية استئصال ورم المستقيم

عندما يُشخّص أحد الأشخاص بورم في المستقيم، تبدأ سلسلة من الأسئلة  تدور في ذهن المريض ولعل من أبرزها: “كم تستغرق عملية استئصال ورم المستقيم؟”. 

في هذا المقال، سنناقش بالتفصيل المدة التي تستغرقها العملية الجراحية لاستئصال ورم المستقيم، بداية من التحضيرات السابقة للجراحة، مرورًا بالعملية نفسها ووصولًا إلى فترة التعافي.

كم تستغرق عملية استئصال ورم المستقيم؟

عملية استئصال سرطان المستقيم يُزال فيها جزء من المستقيم أو المستقيم بأكمله، وقد تتضمن إزالة العقد اللمفاوية المحيطة به ويُستخدم هذا الإجراء لعلاج الأورام الخبيثة والحميدة التي لا يمكن إزالتها بالسبل غير الجراحية، ولمعرفة كم تستغرق عملية استئصال ورم المستقيم يجب أن نعرف أن مدة العملية تعتمد على عدة عوامل، وهي:

نوع العملية الجراحية

تختلف مدة استئصال ورم المستقيم حسب نوع الجراحة، فالجراحة المفتوحة قد تستغرق من 3 إلى 5 ساعات، في حين أن الجراحة بالمنظار غالبًا ما تكون أقصر وتستغرق بين 2 إلى 3 ساعات، أما الجراحة بالروبوت، فهي مشابهة للمنظار في الوقت، لكنها قد تطول قليلًا حسب تعقيد الحالة.

مرحلة الورم

المرحلة التي وصل إليها الورم لها دورًا محوريًا في تحديد زمن العملية، فكلما كان الورم في مراحله المبكرة كانت إزالته أسرع، بينما تتطلب الأورام المتقدمة وقتًا أطول، خاصة إذا امتدت إلى الأعضاء المجاورة أو تطلبت استئصالًا إضافيًا.

خبرة الجراح وفريق العمل

تؤثر خبرة الجراح بصورة مباشرة في مدة العملية، فالأطباء المتخصصون في جراحة الأورام والمستقيم الذين يمتلكون خبرة واسعة يكون لديهم القدرة على إجراء العملية بكفاءة أعلى وفي وقت أقصر، مع تقليل احتمالات المضاعفات.

دعونا الآن ننتقل إلى ما يحدث قبل الجراحة من تحضيرات ضرورية، ثم نستعرض ما بعد العملية من خطوات التعافي والمتابعة الطبية.

مراحل التحضير قبل الجراحة

بعدما تعرفنا على إجابة السؤال “كم تستغرق عملية استئصال ورم المستقيم؟” ننتقل إلى الحديث عن مراحل التحضير للعملية. تُعد مرحلة التحضير قبل عملية استئصال ورم المستقيم من الركائز الأساسية التي تُسهم في نجاح الجراحة وتقليل المضاعفات وتبدأ هذه المرحلة قبل أيام من العملية، وتجرى تحت إشراف فريق طبي متكامل، ومن هذه المراحل:

  • تنظير القولون: يُستخدم لتحديد موقع الورم بدقة، ومعرفة ما إذا كانت هناك أورام أخرى داخل الأمعاء.
  • التصوير الطبي: يُجرى التصوير بالأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي لتحديد مدى انتشار الورم إلى الأنسجة المحيطة أو العقد اللمفاوية.
  • التحاليل الطبية: تشمل تحاليل الدم الكاملة ووظائف الكبد والكلى وتقييمات التخدير للتأكد من سلامة القلب والرئتين.
  • تفريغ الأمعاء: يُعطى المريض محاليل خاصة لتنظيف الجهاز الهضمي بصورة كامل، وهي خطوة ضرورية لتقليل خطر التلوث في أثناء الجراحة.

تمتد مرحلة التحضير عادة بين 3 إلى 7 أيام، وقد تختلف من مريض لآخر حسب حالته الصحية ومرحلة الورم، ويُعد هذا التحضير المتكامل حجر الأساس الذي تُبنى عليه نتائج العملية، لأنه يُسهم في تسهيل سير الجراحة وتسريع التعافي بعد الانتهاء منها.

ما بعد الجراحة: مدة الإقامة والتعافي

بعد الانتهاء من عملية استئصال ورم المستقيم، تبدأ مرحلة ما بعد الجراحة، وهي مرحلة لا تقل أهمية عن الجراحة نفسها، وتختلف هذه المرحلة من مريض لآخر بحسب نوع الجراحة وحالته الصحية ومدى تعقيد الورم، ومن أهم النقاط التي يجب معرفتها بعد لجراحة:

مدة الإقامة في المستشفى

تستمر الإقامة عادة ما بين 4 إلى 6 أيام في الحالات البسيطة، لمتابعة الوظائف الحيوية ويبدأ المريض في التحرك تدريجيًا خلالها، أما في الحالات المعقدة أو عند حدوث مضاعفات، فقد تمتد الإقامة إلى أسبوعين أو أكثر، حسب حاجة المريض للرعاية الإضافية.

مدة التعافي الكامل

يستعيد معظم المرضى نشاطهم الطبيعي خلال فترة تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع، لكن في بعض الحالات الخاصة -مثل من يخضع لتركيب كيس خارجي- قد يحتاج إلى فترة أطول للتكيّف النفسي والجسدي مع هذا التغيير.

المضاعفات المحتملة
من أهم المضاعفات التي قد تظهر بعد الجراحة:

  • التهاب الجرح أو العدوى.
  • تسرب في منطقة التوصيل بين الأمعاء.
  • تجلطات دموية في الساق أو الرئة.
  • مشاكل في التبول.

وتبقى هذه المضاعفات نادرة نسبيًا، خاصة عند إجراء الجراحة في مراكز متخصصة وذات خبرة عالية.

وتُعد فترة ما بعد الجراحة مرحلة حرجة تتطلب المتابعة الدقيقة والراحة التامة، لكنها أيضًا فترة لبدء التعافي، إذ باتباع تعليمات الفريق الطبي والاهتمام بالتغذية والنشاط الحركي التدريجي، يستطيع معظم المرضى استعادة نمط حياتهم الطبيعي في وقت قصير، مع فرص عالية للشفاء التام.

هل تؤثر مدة العملية في نجاحها؟

ليس بالضرورة أن تكون مدة العملية مقياسًا لجودتها أو نجاحها، فالطبيب قد يستغرق وقتًا أطول في بعض الحالات الصعبة لضمان إزالة الورم بالكامل دون التأثير في الأعضاء المجاورة، فالدقة والسلامة أهم من السرعة لأن التأني في الجراحة يساعد على تقليل المضاعفات وتحسين فرص الشفاء الكامل.

نصائح للمريض بعد عملية استئصال ورم المستقيم

مرحلة ما بعد جراحة استئصال ورم المستقيم لا تكتمل دون الالتزام بتعليمات الرعاية المنزلية، التي تعد ضرورية لضمان التعافي السليم والوقاية من المضاعفات، وتساعد أيضًا على تسريع الشفاء واستعادة النشاط اليومي بأمان وثقة، ومن أهم النصائح بعد الجراحة:

  • اتباع نظام غذائي خفيف تحت إشراف الطبيب، مع تجنب الأطعمة الدسمة أو الغنية بالألياف في الأيام الأولى.
  • المشي المبكر بعد الجراحة لتحفيز حركة الأمعاء، وتقليل خطر الإصابة بالجلطات الدموية، وأيضًا تعزيز سرعة التعافي العام.
  • تجنب رفع الأوزان الثقيلة لمدة لا تقل عن شهر، لتقليل الضغط على منطقة الجراحة ومنع حدوث فتق أو مضاعفات في موضع الخياطة.
  • الالتزام بمواعيد المتابعة الطبية لمراقبة التعافي وإجراء الفحوصات اللازمة لاكتشاف أي مشكلة في وقت مبكر قبل أن تتطور.

في النهاية، فإن سؤال كم تستغرق عملية استئصال ورم المستقيم؟ لا يمكن إجابته إجابة موحدة، لأن المدة تختلف حسب كل حالة، لكن الأهم من الوقت هو جودة التحضير وخبرة الفريق الطبي والاهتمام بفترة التعافي لضمان أفضل نتيجة ممكنة.

ويُذكر أن مثل هذه العمليات الدقيقة، تتطلب إشرافًا متخصصًا وخبرة عالية لضمان أفضل النتائج، ومن بين الأطباء البارزين في هذا المجال الدكتور هيثم فكري، استشاري جراحات الأورام في المعهد القومي للأورام – جامعة القاهرة، والذي يتميّز بخبرة واسعة في جراحات الأورام الدقيقة وتقديم رعاية طبية متكاملة للمرضى وفقًا لأحدث المعايير الطبية.