من منا لا يشعر بالخوف والرهبة عند سماع أن شخص ما مصاب بسرطان الكبد، لا سيما إذا كان هذا الشخص واحدًا من المقربين إلينا؟ إذ تبدأ التساؤلات تدور في الأذهان، منها ما يتعلق بمراحل المرض ومنها ما يخص علاج أورام الكبد، فكيف تسير هذه الرحلة؟ وكم تبلغ نسب نجاحها؟ إذا كنت تبحث عن معلومات موثوقة عن مراحل سرطان الكبد بشكلٍ عام مع التركيز على سرطان الكبد المرحلة الرابعة وكيفية التعامل معه، تابع مقالنا هذا.
كيفية تحديد مراحل سرطان الكبد
يستخدم الأطباء أنظمة مختلفة لتحديد مراحل سرطان الكبد، أشهرها نظام (TNM) وهو نظام يعتمد في التصنيف على حجم الورم وعدد العقد الليمفاوية المصابة ومدى انتشار الورم، ونظام برشلونة (Barcelona Clinic Liver Cancer – BCLC) الذي يُقدم تصنيفًا يربط مرحلة الورم بوظيفة الكبد ومدى كفاءته والحالة الصحية العامة للمريض والأعراض التي يُسببها السرطان، مما يُساعد في التوجيه نحو خيارات العلاج المتاحة التي تناسب الحالة، وتنقسم مراحل سرطان الكبد وفقًا لنظام (BCLC) إلى ما يلي:
المرحلة 0
هي مرحلة مبكرة للغاية، تُعرف أيضًا باسم سرطان الكبد الخفي أو غير المرئي، وتتميز بوجود ورم واحد صغير للغاية أقل من 2 سم، وتعمل وظائف الكبد بصورة طبيعية تمامًا، وتكون الحالة الصحية للمريض مستقرة.
المرحلة A
هي مرحلة مبكرة، تحتوي هذه المرحلة على ورم واحد لا يزيد حجمه عن 5 سم، أو 3 أورام بحد أقصى لا يزيد حجم أي منها عن 3 سم، ولا ينتشر الورم فيها إلى الأوعية الدموية الرئيسية أو الغدد الليمفاوية القريبة، ولا تزال وظائف الكبد والحالة الصحية العامة للمريض جيدة في هذه المرحلة.
المرحلة B
تتميز هذه المرحلة من مراحل سرطان الكبد بوجود أورام متعددة -أكثر من 3 أورام أو أورام أكبر حجمًا-، لكنها لا تزال محصورة في الكبد، فهي مرحلة لا ينتشر السرطان فيها إلى الأوعية الدموية الرئيسية أو الغدد الليمفاوية، أما بشأن وظائف الكبد قد تتأثر قليلًا، ومع ذلك فهي لا تزال مقبولة والحالة الصحية العامة للمريض جيدة نسبيًا.
المرحلة C
هي مرحلة متقدمة وفيها يعاني المريض وجود أورام متعددة وكبيرة الحجم، وينتشر فيها السرطان إلى الأوعية الدموية الرئيسية أو الغدد الليمفاوية القريبة، وتكون وظائف الكبد متأثرة بصورة كبيرة، وتظهر على المريض أعراض تعب أكثر وضوحًا.
المرحلة D
هي المرحلة النهاية ويمكن أن نُطلق عليها سرطان الكبد الخبيث، فهي تُشير إلى حالة متقدمة للغاية من المرض يُصاحبها تدهور حاد في وظائف الكبد، بالإضافة إلى انتشار الورم خارج الكبد.
سرطان الكبد المرحلة الرابعة
تُعد هذه المرحلة هي أخطر مراحل سرطان الكبد، وفيها يصل المرض إلى أبعد مراحله، إذ ينتشر السرطان عادةً إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل: الرئتين والعظام أو العقد اللمفية البعيدة، لذا يواجه مريض هذه المرحلة عدة مشكلات صحية أبرزها:
- تدهور وظائف الكبد بصورة كبيرة مما يُحد من خيارات العلاج المتاحة، وجعل العلاج الجراحي أمرًا صعبًا وأحيانًا مستحيلًا في بعض الحالات.
- تدهور الحالة الصحية العامة للمريض وظهور أعراض متنوعة مثل: الشعور الشديد بالألم والإصابة بالصفراء، وفقدان الوزن وتراكم السوائل في منطقة البطن.
علاج مراحل سرطان الكبد المختلفة
يجدر بنا الإشارة إلى أن علاج أورام الكبد يعتمد بصورة كبيرة على المرحلة التي يُكتشف فيها المرض، إذ تحظى نسبة نجاح عملية استئصال ورم الكبد بمعدلات عالية تصل إلى 80-90% في المراحل المبكرة، وبالطبع تقل النسبة كلما كان المريض في مرحلة متقدمة من مراحل سرطان الكبد، وتتنوع خيارات العلاج ما بين الآتي:
العلاج غير الجراحي
في حال الإصابة بأورام الكبد الحميدة صغيرة الحجم التي لا تُسبب أعراضًا، يوصي الطبيب بالخضوع للفحوصات التصويرية مرة كل 6-12 شهرًا، للتأكد من عدم حدوث تغيرات غير طبيعية تحتاج للعلاج ومتابعة حالة الورم، وتتنوع الخيارات غير الجراحية للعلاج بين ما يلي:
-
العلاج الكيماوي
يُستخدم لتقليص حجم الورم أو منع انتشاره، ويمكن أن يُؤخذ عن طريق الفم أو الحقن الوريدي أو الحَقن المباشر في الشريان الكبدي المغذي للورم، لزيادة تركيز الدواء وفعّاليته.
-
العلاج الموجه والمناعي
يتمثل هذا العلاج في صورة أدوية تستهدف بروتينات محددة في الخلايا السرطانية تُساعدها على النمو والبقاء، وتحفيز الجهاز المناعي لمهاجمة هذه الخلايا والقضاء عليها.
-
العلاج الإشعاعي
يوصي الطبيب بهذا العلاج في الحالات الممنوعة من الخضوع لعملية استئصال ورم الكبد، ويتضمن:
- العلاج الخارجي من خلال توجيه الإشعاع إلى الورم من خارج الجسم.
- العلاج الداخلي من خلال حَقن مواد مُشعة في شرايين الكبد المغذية للورم مباشرة.
- العلاج بالتردد الإشعاعي الحراري
يُستخدم في حالات الأورام الكبدية التي يقل حجمها عن 5 سم، وذلك من خلال إدخال إبرة دقيقة إلى مكان الورم بمساعدة الأشعة السينية، وتتصل هذه الإبرة بجهاز يبعث موجات ترددية حرارية تُدمر خلايا الورم.
العلاج الجراحي
تستخدم الجراحة في علاج سرطان الكبد غير المنتشر إلى أجزاء أخرى من الكبد أو الجسم، أو الأورام الحميدة التي تجاوز حجمها 5 سم وتضغط على الأعضاء المجاورة وتسبب ظهور أعراض مزعجة ومؤلمة، وتشمل الخيارات الجراحية ما يلي:
-
عملية استئصال جزء من الكبد
في عملية استئصال جزء من الكبد يُزيل الطبيب الجزء الذي يحتوي على الورم فقط، وهو إجراء مناسب للمرضى في المراحل المبكرة الذين تعمل وظائف الكبد لديهم جيدًا، والخبر السار أن هذه العملية أصبحت تُجرى بعدة تقنيات حديثة ومتطورة ومن ثم ترتفع نسب معدلات نجاحها، وتتضمن هذه التقنيات:
- المنظار الجراحي، وذلك من خلال عمل شقوق صغيرة في البطن دون الحاجة إلى الجراحة المفتوحة، مما يُسرع من عملية التعافي ويوفر رؤية واضحة للأعضاء الداخلية ومن ثم استئصال الورم بعناية.
- الروبوت الجراحي، وهو أحدث ما توصلت إليه الجراحات، ويعمل عن طريق أذرع روبوتية يتحكم فيها الطبيب بدقة فائقة للوصول إلى زوايا تصعب على الجراحات التقليدية، مما يُساهم في زيادة نجاح استئصال الورم دون حدوث ضرر بالأنسجة المحيطة السليمة.
- عمليات زراعة الكبد
يوصي الأطباء بعمليات زراعة الكبد في حالات التليفات الشديدة للكبد، وفيها يُستأصل الكبد بالكامل ويزرع كبد سليم من متبرع.
علاج سرطان الكبد المرحلة الرابعة
من المؤسف أن علاج سرطان الكبد في المرحلة الرابعة يهدف إلى السيطرة على نمو الورم ومنع انتشاره وتخفيف الأعراض وتحسين جودة حياة المريض، نظرًا لأن الشفاء من سرطان الكبد في هذه المرحلة بشكلٍ تام لا يكون ممكنًا، ومن ثم لا يصلح العلاج الجراحي لهذه المرحلة بل يتجه الطبيب إلى خيارات العلاج غير الجراحية -المذكورة أعلاه- المناسبة لحالة الكبد والوضع الصحي العام للمريض.
ختامًا،
إن الإصابة بأي مرحلة من مراحل سرطان الكبد لا سيما المرحلة الرابعة، هو أمر ليس بالهين ويلزم المتابعة مع أفضل دكتور جراحة أورام في مصر، للتشخيص الدقيق ومن ثم بدأ العلاج المناسب، إذا كنت من أحد الأبطال المصابين بسرطان الكبد فلا تتردد في طلب المساعدة المعنوية ممن حولك، فالحالة النفسية الجيدة تساعد كثيرًا في رحلة العلاج.