ما هو سرطان ساركوما

ما هو سرطان ساركوما

قد يُفاجأ البعض أن آلام العضلات أو العظام التي أزعجته كثيرًا ومنعته عن أداء أنشطته اليومية لا تعود إلى تعبه وإرهاقه في الفترة الأخيرة، بل بسبب نوع من أنواع السرطان الذي أخبره الطبيب باسمه الغريب وهو سرطان الساركوما.

ترى ما هو سرطان ساركوما؟ وهل حقًا يُصيب البالغين والأطفال على حد سواء؟ ولم تتشابه أعراضه مع الإجهاد العضلي وآلام العظام؟ وكم تبلغ نسبة الشفاء من سرطان الساركوما؟ نجيب عن هذه الأسئلة وأكثر في فقرات هذا المقال.

ما هو سرطان ساركوما؟ لحسن الحظ أنه من السرطانات النادرة

الساركوما نوع نادر من السرطانات يُصيب العظام والأنسجة الرخوة مثل العضلات والأوتار والأعصاب والأوعية الدموية والدهون، إذ يتسبب في نمو خلاياهم بصورة متسارعة وغير طبيعية، مسببًا ظهور ورم يؤثر في وظيفة هذه الأنسجة ويضغط على الأنسجة الأخرى المحيطة مسببًا أعراضًا مزعجة.

ولعل سرطان الساركوما لا يُفرق بين صغير وكبير بل يُهاجم مختلف الفئات العمرية على حد سواء، وهو ما رصده المعهد الوطني للسرطان بالولايات المتحدة، إذ سجل إصابة نحو 12000 حالة بساركوما الأنسجة الرخوة، و3000 حالة بساركوما العظام سنويًا، وأكدوا أن معظم حالات ساركوما العظام كانت من الأطفال.

سرطان الساركوما يهاجم مختلف الفئات العمرية .. عوامل خطر مشتركة

لعل السبب الرئيسي للإصابة بساركوما العظام غير معلوم حتى الآن، وكن وجد الأطباء بعض عوامل الخطر المشتركة بين معظم الحالات التي شُخصت بسرطان الساركوما، وهو ما جعلهم يربطون بينها وبين زيادة خطر الإصابة، لعل أهم هذه العوامل:

  • الإصابة ببعض الأمراض الوراثية مثل متلازمة الورم الليفي العصبي وهو ورم يُصيب الأعصاب.
  • امتهان بعض الأعمال التي تستلزم التعرض فترات طويلة إلى الكيماويات أو الأبخرة الضارة مثل العمل في مصانع البلاستيك أو المبيدات الحشرية، والتعرض فترات طويلة إلى الزرنيخ وغيره من المعادن السامة.
  • الخضوع لجرعات مكثفة من العلاج الإشعاعي لعلاج نوع آخر من السرطان.

إذن نستنتج من إجابتنا لسؤال “ما هو سرطان ساركوما؟” أنه أكثر شيوعًا في العضلات والعظام، لذا يمكن أن تتشابه أعراضه إلى حد كبير مع الإجهاد العضلي الشديد وآلام العظام، ومن هذا المنطلق دعونا نستعرض فيما يلي بعض الأعراض المميزة له والتي إذا ظهرت لديك لا بد من التوجه لجراح الأورام للاطمئنان.

ما هو سرطان ساركوما وأعراضه؟

تختلف أعراض سرطان الساركوما اختلافًا كبيرًا حسب موقعه وحجم الورم ومدى ضغطه على الأنسجة المحيطة به، وفيما يلي نتناول الأعراض المميزة لأكثر أنواع الساركوما شيوعًا:

أعراض ساركوما العظام

تشمل أبرز أعراض ساركوما العظام ما يلي:

  • آلام شديدة وتورم في الذراع أو الساق أو الحوض أو أسفل الظهر، وقد يكون التورم دافئ عند لمسه أو لا.
  • تيبس في بعض المفاصل في الجسم دون سبب مُحدد.
  • كسور في العظام دون التعرض إلى صدمات أو حوادث. 

أعراض ساركوما العضلات

أما عن ساركوما العضلات فتتمثل أعراضها في:

  • ظهور كتل من الأنسجة في عضلات الذراعين أو الساقين وغيرها وقد تكون هذه الكتلة مؤلمة أو لا.
  • فقدان القدرة على تحريك الأطراف تدريجيًا.
  • آلام شديدة في العضلات في مختلف أنحاء الجسم خاصة في الأطراف ومنطقة الحوض والظهر.

إضافة إلى ذلك توجد بعض الأعراض المشتركة بين جميع أنواع الساركوما وهي ارتفاع درجة الحرارة دون سبب واضح، وفقدان الوزن غير المبرر، وصعوبة في التنفس والبلع وآلام في البطن أو الظهر أو الحوض وصعوبة في التبول.

بالاعتماد على هذه الأعراض وبعض الفحوصات التصويرية وتحاليل الدم، يتوصل جراح الأورام إلى التشخيص السليم لسرطان الساركوما خاصة النوع والحجم، ويضع خطة علاجية تناسب عمر المريض وحالته الصحية العامة.

علاج سرطان الساركوما .. بروتوكولات عدة أساسها الجراحة

يعتمد الجراح عند وضع خطة علاج سرطان الساركوما على الجمع بين عدة أساليب علاجية للقضاء على أكبر قدر ممكن من الخلايا السرطانية، ومنع انتشارها قدر الإمكان إلى أجزاء أخرى من الجسم، لعل أبرز هذه الخيارات: 

التدخل الجراحي

ويعتمد عليه الجراح لاستئصال أكبر قدر ممكن من الخلايا السرطانية ومحاولة إعادة بناء الأنسجة مرة أخرى في المنطقة التي استُئصلت، مثل بناء أنسجة العظام أو العضلات مرة أخرى بالاستعانة بأنسجة سليمة من أجزاء أخرى من الجسم.

العلاج الإشعاعي أو الكيماوي

ويُحدد الطبيب عدد الجلسات التي يحتاجها كل مريض وتوقيت الخضوع لها حسب نوع الورم ومكانه ومدى تأثر الأنسجة المُحيطة به، وقد يسبق هذا النوع من العلاج التدخل الجراحي لتقليص حجم الورم أو يليه للقضاء على الأورام التي لم يتسنى للطبيب إزالتها جراحيًا.

بالوصول إلى هنا تكون قد انتهت إجابتنا المفصلة عن سؤال “ما هو سرطان ساركوما وأعراضه وعلاجه؟”، ولكن لم ينته حديثنا بعد، فتجدون في البقية أسئلة شائعة وإجابات شافية تخص هذا الموضوع.

أسئلة شائعة حول سرطان الساركوما

تجدون فيما يلي إجابات شافية عن أكثر الأسئلة طرحًا من قبل مرضى سرطان الساركوما أو ذويهم.

هل سرطان الساركوما خطير؟

قد يحمل سرطان الساركوما في طياته المخاطر نظرًا إلى أنه سريع النمو والانتشار، ولذلك قد يتسبب إدراكه في مراحل متأخرة في صعوبة العلاج وفقدان القدرة على الحركة وصعوبة التنفس والبلع، وغيرها من الوظائف التي تؤثر في صحة الإنسان وتشكل خطورة على حياته.

هل سرطان ساركوما مميت؟

إذا اكتُشف الساركوما في مراحل مبكرة، يمكن علاجه وإنقاذ حياة المريض، ولكن بكل أسف كلما تأخر التشخيص وانتشر الساركوما بعدوانية في أعضاء الجسم المختلفة، قد يتسبب ذلك في وفاة المريض.

هل يمكن الشفاء من سرطان الساركوما؟

يمكن الشفاء من سرطان الساركوما إذا اكتُشف في مرحلة مبكرة وخضع المريض لرحلة علاج مُحكمة وتجاوب جسمه مع العلاج بصورة كبيرة، وعادة ما تختلف نسبة الشفاء من سرطان الأنسجة الرخوة عن ساركوما العظام، إذ تتراوح نسبة الشفاء من ساركوما العظام ما بين 26% – 77%، بينما تتراوح النسبة في حالة ساركوما الأنسجة الرخوة ما بين 15% -81%، ويرجع ذلك الاختلاف الكبير إلى درجة انتشار السرطان.

يمكنكم معرفة مزيد من التفاصيل عن نسبة الشفاء من سرطان الأنسجة الرخوة والتدابير اللازمة للوقاية من عودة الورم مرة أخرى أو الإصابة به من البداية، من خلال استشارة الدكتور هيثم فكري -استشاري جراحات الأورام في المعهد القومي للأورام، جامعة القاهرة-، وذلك من خلال حجز موعد عبر الأرقام الموضحة في الموقع الإلكتروني.

إقرأ أيضاً عن: