احتل سرطان الكلى المرتبة الثامنة بين أكثر أنواع السرطانات شيوعًا في العالم وفقًا لإحصائيات الجمعية العالمية لدراسة السرطان عام 2018، كما أُصيب به نحو 435 ألف حالة على مستوى العالم خلال عام 2022، ونجم عنه وفيات تُقدر بنحو 155 ألف شخصًا، ومن المتوقع ارتفاع الإصابات مستقبلًا إذا لم يتخذ الأفراد الإجراءات الوقاية اللازمة من البداية أو لم يتلقوا العلاج سريعًا.
وحرصًا منا على سلامتكم، فقد خصصنا مقالنا التالي للتعرّف إلى كافة المعلومات حول سرطان الكلى، بما في ذلك أعراضه وأسبابه ووسائل علاجه وسُبل الوقاية منه.
علامات تُشير إلى الإصابة بمرض سرطان الكلى
يحدث سرطان الكلى عندما تنمو خلاياها بمعدل غير طبيعي ومتسارع، ومن ثم يصعب على الجهاز المناعي السيطرة عليه، ومع مرور الوقت تُشكل تلك الخلايا كتل غريبة عن أنسجة الكلى تُسمى أورام، والتي قد تنتشر لاحقًا إلى أعضاء وأنسجة الجسم الأخرى وحينئذ تُصنف على أنها خبيثة.
وعادةً، لا يُلاحظ المصاب بسرطان الكلى أعراضًا واضحة في البداية وقد يكتشفه بمحض المصادفة عند إجراء فحوصات أخرى، لكن مع كبر حجم الورم الخبيث وتأثيره في الأعضاء القريبة، تبدأ الأعراض في الظهور.
وتتضمن أعراض ورم الكلى الخبيث ما يلي:
- نزول قطرات دم مع البول.
- ظهور كتلة أو ورم في الظهر أو أسفل الضلوع.
- فقدان الوزن دونَ اتباع حمية غذائية.
- التعرق الشديد، ولا سيما في أثناء الليل.
- ارتفاع درجة الحرارة المستمر.
- مُعاناة ألم مزمن بين الضلوع وفي الخصر.
- الشعور بالتعب رُغم أخذ فترات من الراحة.
- ارتفاع ضغط الدم.
- زيادة نسبة الكالسيوم في الجسم.
- فقر الدم “الأنيميا”.
- تورم الكاحلين أو الساقين.
فضلًا على ذلك، تظهر أعراض أخرى في المراحل المتقدمة من الإصابة، لعل أبرزها:
- آلام العظام.
- ضيق التنفس.
- السعال الدموي.
أسباب الإصابة بسرطان الكلى
السبب الرئيسي وراء نمو خلايا الكلى بكثرة عن المعدل الطبيعي غير معروف حتى الآن، ولكن يعتقد الأطباء أن بعض العوامل تزيد من خطر الإصابة بسرطان الكلى، وتشمل ما يلي:
- التدخين، فالمدخنين أكثر عرضة للإصابة بسرطان الكلى بمقدار الضعف مقارنةً بغير المدخنين.
- الجنس، فالذكور أكثر عرضةً للإصابة بهذا المرض عن النساء.
- السمنة، إذ تُسبب تغيرات هرمونية تزيد من معدل الإصابة بسرطان الكلى.
- استخدام بعض المسكنات لفترة طويلة دونَ استشارة الطبيب.
- الخضوع للعلاج الإشعاعي لعلاج سرطان الأعضاء التناسلية لدى النساء قد يعرضهن للإصابة بورم الكلى الخبيث.
- التاريخ العائلي، فقد يُصاب الشخص بهذا المرض إذا كان أصيب به أحد أفراد أسرته مُسبقًا.
- التقدم في العمر، إذ يزيد خطر الإصابة لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 65 و74 عامًا.
- التعرّض لبعض المواد الكيميائية الضارة مدة طويلة، مثل الكادميوم والبنزين ومبيدات الحشرات.
- الإصابة بمرض ضغط الدم المرتفع.
- غسيل الكلى لفترات طويلة قد يرفع نسبة الإصابة بالسرطان.
ما هي مراحل سرطان الكلى؟
تُقسم مراحل سرطان الكلى إلى 4 مراحل تبعًا لمكان وحجم الورم ومدى تأثر الغدد الليمفاوية القريبة، وهي:
- المرحلة الأولى: يكون الورم أقل من 7 سنتيمترات ويتمركز في الكلية فقط، ولا يتسبب نموه في ظهور أعراض جلية على المصاب.
- المرحلة الثانية: يزيد فيها حجم الورم عن 7 سنتيمترات، لكنه لا يزال محصورًا داخل الكلى ولا ينتشر إلى العقد الليمفاوية المحيطة بها.
- المرحلة الثالثة: ينتشر فيها الورم إلى الأوعية الدموية الكبيرة، مثل الوريد الكلوي أو العقد الليمفاوية القريبة دونَ أن يمتد إلى الأعضاء البعيدة.
- المرحلة الرابعة: ينتشر خلالها السرطان إلى أعضاء بعيدة عن الكليتين، مثل الرئتين والأمعاء والبنكرياس، وتُعدّ هذه المرحلة أكثرهم خطورةً.
وسائل تشخيص سرطان الكلى
يهدف تشخيص سرطان الكلى إلى تحديد حجم الورم وموقعه ودرجة انتشاره بدقة، وذلك لمساعدة الطبيب على وضع خطة علاجية مناسبة، وتتضمن أبرز وسائل التشخيص ما يلي:
- الفحص السريري: يُراجع الطبيب خلاله التاريخ المرضي للمصاب ويفحص الجسم جيدًا؛ للكشف عن أي كتل أو علامات غير طبيعية.
- الموجات فوق الصوتية: وهي فعالة لتحديد مكان الورم في الكلية من خلال تمييزه عن الأنسجة السليمة.
- الأشعة المقطعية (CT): تُستخدم لتحديد حجم الورم ومدى انتشاره داخل الكلية وخارجها، ولا يُناسب ذلك الفحص المرضى الذين يعانون ضعفًا في وظائف الكلى.
- الرنين المغناطيسي (MRI): وهو خيار مهم خاصة للمرضى الذين لا يناسبهم الخضوع للأشعة المقطعية، ويُعطي صورًا مفصلة وواضحة للكلى والأجزاء المحيطة بها.
- تحاليل الدم والبول: وذلك لتقييم وظائف الكلى، والكشف عن أي مؤشرات قد تصاحب المرض، مثل وجود قطرات دم في العينة.
- أخذ عينة من الكلى (Biopsy): تؤخذ عينة من النسيج المصاب عبر إبرة رفيعة كي تُفحص تحت المجهر؛ لتأكيد التشخيص والتحقق من نوع الورم.
سُبل علاج سرطان الكلى
تُحدد وسيلة العلاج المناسبة لكل مريض بناءً على عمره وحالته الصحية وحجم الورم الخبيث ودرجة انتشاره لديه، وتشمل الوسائل ما يلي:
-
استئصال الورم جراحيًا
تُجرى العملية عادة باستخدام الروبوت الجراحي، والذي أثبت فعّاليته القصوى في استئصال الورم بدقة متناهية دونَ الإضرار بالأنسجة السليمة المحيطة به، وتهدف الجراحة إلى:
- استئصال الجزء المصاب من الكلية فقط.
- أو استئصال الكلية بأكملها، إضافة إلى بعض العقد الليمفاوية القريبة منها.
-
العلاج الإشعاعي
يُوصى به للمرضى غير المؤهلين للخضوع للجراحة، ويُسهم في تدمير الخلايا السرطانية وتخفيف أعراض المرض بنسبة كبيرة، وأبرزها الألم الذي يُعرقل مسار الحياة اليومية.
-
العلاج الموجه الدوائي
يمنع نمو الخلايا السرطانية من خلال إيقاف تكوين الأوعية الدموية التي تُغذيها، وقد يُوصف هذا العلاج بعد الخضوع للجراحة، للحد من تكرار الإصابة بالمرض.
-
العلاج الكيماوي
يؤخذ إما عن طريق الفم أو الوريد؛ لمنع انتشار الخلايا السرطانية وقتلها، وعادةً ما يُرشحه الطبيب بعد العلاج المُوجه بالأدوية.
الوقاية خيرٌ من العلاج.. إليكم أهم النصائح للحد من الإصابة بسرطان الكلى
يُمكن الوقاية من سرطان الكلى أو بمعنى أصح تقليل خطر الإصابة به عبر إنقاص الوزن الزائد والإقلاع عن التدخين وتجنب تناول المسكنات دونَ وصفة طبية، كذلك الامتناع عن استخدام المواد الكيميائية الضارة.
الأسئلة الشائعة حول سرطان الكلى
يتبادر إلى أذهان المرضى عديد من التساؤلات حول سرطان الكلى، رغبةً في الاطمئنان على حالتهم ومعرفة مزيد من المعلومات عن هذا المرض، لذا خصصنا الفقرات التالية من المقال للإجابة عن تلك التساؤلات تفصيلًا.
ما هي نسبة الشفاء من سرطان الكلى؟
تختلف نسبة الشفاء من سرطان الكلى حسب المرحلة التي اكتُشف فيها، إذ ترتفع في حال اكتشافه مُبكرًا، وقد تنخفض قليلًا في المراحل المتقدمة التي تغزو فيها الخلايا السرطانية الأنسجة والأعضاء الأخرى.
هل سرطان الكلى يظهر في تحليل الدم؟
لا يُظهر تحليل الدم السرطان بصفة مباشرة، لكنه قد يبين وجود خلل في وظائف الكلى والذي قد يسببه السرطان، وتشمل أهم التحاليل التي تكشف ذلك صورة الدم الكاملة التي توضح فقر الدم الناجم عن نقص عدد كرات الدم الحمراء ونسبة الكرياتنين.
هل سرطان الكلى مميت؟
سرطان الكلى غير مُهدد للحياة ما دام أُكتشف في المراحل الأولى من الإصابة، وخضع المريض للعلاج سريعًا قبل أن تنتشر الخلايا السرطانية لأعضاء أخرى خارج الكلى.
هل سرطان الكلى عند الأطفال شائع؟
لا، سرطان الكلى غير شائع عند الأطفال مقارنةً بالبالغين وكبار السن الذين تتجاوز أعمارهم 65 عامًا.
وفي الختام، نوصيك بضرورة التوجه إلى الطبيب فور مُعاناة أعراض سرطان الكلى المُشار إليها أعلاه، للخضوع للتشخيص المبكر والعلاج المناسب سريعًا لئلا يتفاقم المرض ويصعب علاجه لاحقًا.
إقرأ أيضاً عن: