تأتي علينا جميعًا أيامًا نلاحظ فيها زيادة في تقلصات البطن وتغير في حركة الأمعاء، ورغم شيوع هذه الأعراض، فقد تكون إشارة في بعض الأحيان إلى الإصابة بمشكلة خطيرة؛ إذ تكون ضمن أعراض سرطان القولون!
فكيف نميز أعراض السرطان عن آلام القولون التي لا تستدعي القلق؟ هذا ما نناقشه في مقالنا اليوم، تابع معنا…
ما هي أعراض سرطان القولون؟
يكمن اختلاف أعراض سرطان القولون عن مشكلات الجهاز الهضمي الأخرى مثل القولون العصبي في وتيرة وأوقات ظهورها، فمثلًا:
تقلصات وآلام البطن
من أولى العلامات التي تظهر على المرضى تقلصات شديدة ومؤلمة في البطن، ولكن ما يميزها كأحد أعراض سرطان القولون أنها لا ترتبط بنوع أو أوقات تناول الأطعمة، بل تظهر حتى في أثناء الصيام.
تغيرات في حركة الأمعاء
تغير حركة الأمعاء المفاجئ سواء الإمساك أو الاسهال دون وجود سبب واضح يُعد من العلامات التي تثير الريبة، خاصةً إذا كانت مصحوبة بشعور عدم تفريغ الأمعاء بالكامل، ويظل شعور الحاجة إلى التبرز قائمًا.
وجود دم في البراز
وجود الدم في البراز ضمن أعراض عدة أمراض تُصيب الجهاز الهضمي، ولكنه يعتبر كأحد أعراض سرطان القولون إذا كان مصحوب بتقلصات مستمرة وإسهال أو إمساك، خاصةً إذا استمرت هذه الأعراض لمدة أسابيع، فتصبح بذلك إشارة على وجود مشكلة تحتاج إلى تدخل طبي عاجل لا تحتمل التأخير.
فقدان الوزن دون اتباع حمية غذائية
فقدان الوزن دون سبب واضح من أبرز أعراض سرطان القولون، ونعني هنا أن يفقد الشخص أكثر من 5 كيلوجرامات في أسابيع معدودة دون أن يتغير نشاطه أو عاداته الغذائية؛ إذ يتسبب الورم ونموه في انسداد الأمعاء وسد الشهية، ويفقد المريض في هذه الحالة القدرة على تناول الطعام.
الإرهاق العام
يجد المريض نفسه غير قادر على القيام بالمهام المعتادة، كما ينخفض نشاطه وقدراته الذهنية، ويرجع ذلك إلى سوء تغذيته وإصابته بالإسهال أو الإمساك الناتجين عن نمو الورم في داخل الأمعاء وانسدادها، كما أن خلايا الورم تستهلك من طاقة جسمه، وهو ما ينعكس على المريض في انخفاض طاقته الجسدية.
- تنويه هام…
وجود عرض واحد مما سبق أو أكثر قد لا يشير بالضرورة إلى وجود سرطان في القولون، ولكن اجتماع هذه الأعراض يستدعي المبادرة بزيارة الطبيب في أقرب فرصة.
لماذا يصعب اكتشاف أعراض سرطان القولون مبكرًا؟
يرجع تأخر اكتشاف سرطان القولون لدى العديد من المرضى إلى تشابه أعراضه مع أمراض أخرى أقل خطورة، مثل:
- الشرخ والبواسير، ومن أعراضهما وجود دم في البراز.
- الإمساك المزمن.
- متلازمة القولون العصبي التي تُظهر على المريض في صورة تقلصات وانتفاخات مزمنة.
- فقر الدم أو الأنيميا التي تسبب الإرهاق العام.
ولذلك ينصح الأطباء بعدم التهاون مع أعراض سرطان القولون المشابهة لأعراض هذه الأمراض، وألا يُشخِّص المريض نفسه، بل يجب عليه زيارة الطبيب والحصول على تشخيص دقيق لحالته.
قد يهمك قراءة هذا المقال أيضًا: أعراض ما بعد عملية استئصال جزء من القولون.
متى تظهر أعراض سرطان القولون؟
تظهر أعراض سرطان القولون التي ذكرناها مع بداية المرض، ما يزيد من فرص الشفاء وإنقاذ المريض، ولكن إذا لم يُشخص المريض فور ظهور أعراض سرطان القولون عليه، يتطور نمو الورم بمرور السنين حتى تتفاقم حالته، ما يؤثر في نسبة نجاح عملية استئصال سرطان القولون والعلاج التكميلي الذي يليها.
الشفاء التام ليس مستحيلًا، فلا تقلق من أعراض سرطان القولون
لا يزال الأمل في الشفاء من سرطان القولون موجودًا، فقد شهد علاج أورام الجهاز الهضمي تطورًا كبيرًا في الآونة الأخيرة، وتمكن العديد من المرضى من التعافي من سرطان القولون بعد الخضوع لعملية استئصال القولون والعلاجات التكميلية بعدها مثل العلاج الكيميائي أو المناعي.
عوامل تؤثر في الشفاء من سرطان القولون
قد تسأل نفسك الآن ” كيف أجعل من تجربتي مع استئصال جزء من القولون لعلاج السرطان ناجحة؟”، والإجابة على هذا التساؤل يمكن تلخيصها في التالي:
- التشخيص المبكر، إذ يرفع نسبة نجاح عملية استئصال سرطان القولون إلى 91%.
- اختيار طبيب أورام متخصص وصاحب خبرة كبيرة في علاج أورام الجهاز الهضمي.
- زيادة الوعي بالمرض وأعراضه، كي تتمكن من مناقشة طبيبك في كل ما يثير قلقك بشأن العملية أو خطة العلاج.
- الالتزام بتعليمات الطبيب يقلص من مدة الشفاء من عملية استئصال القولون.
أسئلة شائعة حول أعراض سرطان القولون
نجيب في تلك الفقرة عن أشهر الأسئلة حول أعراض سرطان القولون:
هل تحليل البراز يكشف سرطان القولون؟
لا يعتمد الأطباء على تحليل البراز للتأكد من وجود سرطان بالقولون من عدمه، ولكنه يستعين بأي تغيرات تطرأ على البراز في فَهم طبيعة الحالة؛ إذ يُعطي التغير في البراز علامات وإشارات على وجود مشكلة في القولون تستدعي التنظير، ثم يظهر في التنظير ما إذا كان القولون به ورم سرطاني أم لا.
هل يظهر سرطان القولون في تحليل الدم؟
لا يظهر سرطان القولون في تحليل الدم، ولكنه يعطي مؤشرًا على وظائف الكبد والكلى، ومعرفة ما إذا كان هناك نزيف يؤثر في نسبة كرات الدم الحمراء أم لا، بينما يساهم تنظير القولون وفحص عينة من نسيجه في تشخيص سرطان القولون بدقة أعلى.
متى تبدأ أعراض سرطان القولون بالظهور؟
يتأخر ظهور الأعراض المصاحبة لسرطان القولون بعد أن يصل الورم إلى مراحل متقدمة، لذلك ينصح الأطباء بضرورة عمل فحص القولون بصورة دورية لملاحظة بوادر الورم واستئصالها في بداية المرض.
كيف أفرق بين القولون العصبي والسرطان؟
يرتبط القولون العصبي بالانتفاخات والتقلصات المصاحبة للحالات المزاجية الحادة أو تناول بعض الأطعمة المهيجة للقولون، ويختلف هذا كليًا عن سرطان القولون، إذ لا يُظهر الورم في بدايته أي أعراض، وحينما تبدأ في الظهور تُغير في طبيعة البراز وعدد مرات التغوط، كما قد يصاحب البراز نزيفًا، وهذا لا يحدث مع حالات القولون العصبي. وبذلك نكون سلطنا الضوء على أعراض سرطان القولون المشابهة لأمراض القولون الشائعة، آملين أن يزيد هذا المقال من الوعي بأهمية زيارة الطبيب في حال ظهورها، كي تتفادى تطور المرض إلى مراحل يصعب علاجها.
