البنكرياس عضو يوجد في الجزء العلوي من البطن خلف المعدة، يتكون من ثلاثة أجزاء رئيسية هي الرأس التي تقع بالقرب من الاثني عشر، والجسم والذيل الذي يقع بالقرب من الطحال، ولسوء الحظ قد يضطر البعض للخضوع إلى عملية استئصال البنكرياس سواء كان ذلك بسبب وجود ورم سرطاني أو غيره من الأسباب الضرورية، وقد يكون أول ما يفكر فيه المريض بشأن العملية هي نسبة نجاحها، ومن ثم سيكون حديثنا اليوم عن نسبة نجاح عملية استئصال البنكرياس وأهم العوامل المؤثرة في تلك النسبة.
نبذة عن عمليات استئصال البنكرياس
قبل الحديث عن نسبة نجاح عملية استئصال البنكرياس، لا بد من معرفة نبذة بسيطة عن العملية ذاتها، فاستئصال البنكرياس هو إجراء جراحي غالبًا ما يخضع إليه المريض لعلاج ورم البنكرياس، وفيه يزيل الطبيب جزءًا منه أو كله أو حتى قد يضطر إلى إزالة بعض الأنسجة المحيطة به مثل الاثني عشر، وذلك تبعًا لمراحل سرطان البنكرياس المصاب بها المريض، وتعتمد نسبة نجاح العملية على عدة عوامل نوضحها في الفقرة التالية.
العوامل المؤثرة في نسبة نجاح عملية استئصال البنكرياس
تتفاوت نسبة نجاح عملية استئصال البنكرياس من مريض لآخر نتيجة تأثرها بعدة عوامل تتضمن ما يأتي:
خبرة الطبيب
تؤثر خبرة الطبيب الذي سيُجري العملية في رفع معدلات النجاح، فكلما كان الطبيب ذي خبرة عالية وممارسة جيدة في إجراء مثل تلك العمليات مع استخدامه لأحدث التقنيات، زاد ذلك من نسبة نجاحها
سمعة المستشفى
لا بد من عدم الإغفال عن دور المستشفى في رفع أو خفض نسبة نجاح العملية، فالمستشفى الذي يحتوي على أحدث الأجهزة والتقنيات ومستعدًا لحالات الطوارئ بالطبع يزيد من نسب النجاح.
دواعي إجراء العملية
تختلف نسبة النجاح باختلاف السبب الذي ستُجرى من أجله العملية، فبالطبع إذا كان السبب هو وجود ورم سرطاني قل ذلك من نسب النجاح، وذلك على العكس في حالات الإصابات والأورام الحميدة إذ نجد أنها تحظى بمعدل ارتفاع أعلى للنجاح.
وفي هذا الصدد نوضح أن الأسباب المؤدية للخضوع للجراحة ما يلي:
- تعرض البنكرياس لإصابات بالغة نتيجة حادث.
- التهاب البنكرياس المزمن، وهو أحد أسباب سرطان البنكرياس.
نوع جراحة استئصال البنكرياس
يوجد نوعان من استئصال البنكرياس، وهما الاستئصال الجزئي والكلي، أما الجزئي تكون نسبة النجاح فيه أعلى مقارنةً بالكلي.
شدة المرض ومرحلته
إذا كان سبب الاستئصال هو وجود ورم سرطاني خبيث، فإن نسبة النجاح تعتمد على مرحلة المرض، فكلما كان في مراحله الأولى كانت نسبة نجاح العملية أعلى، أيضًا إذا كان السبب هو الإصابة بالأورام الحميدة أو الالتهاب المزمن للبنكرياس زاد ذلك من نسبة النجاح.
توقيت التشخيص
يعد عامل الوقت أمرًا حاسمًا في زيادة نسبة نجاح عملية استئصال سرطان البنكرياس، فإذا اُكتشف المرض مبكرًا ومن ثم خضع المريض للعملية على الفور زاد ذلك من نسبة النجاح كثيرًا.
الحالة الصحية العامة للمريض
تؤثر أيضًا حالة المريض الصحية العامة في معدل نجاح العملية، فالمريض السليم غير المصاب بأمراض مزمنة مثل السكري والضغط المرتفع، تكون نسب نجاح عمليته أعلى.
مدى التزام المريض بتعليمات ما بعد عملية استئصال البنكرياس
أخيرً، التزام المريض بالتعليمات والأدوية الموصوفة أو الجلسات التي يقرها الطبيب من أكثر ما يؤثر في رفع معدل نجاح عملية استئصال البنكرياس.
مع التنبيه بوجود فارق بين نسبة نجاح العملية -وهي القدرة على إزالة الورم أو الجزء المتضرر من البنكرياس بشكلٍ كامل بنجاح- ونجاح العلاج الذي يتمثل في مدة بقاء المريض على قيد الحياة بعد العملية، وقد قُدرت نسب البقاء على قيد الحياة بعد العملية -التي من الممكن أن تزيد أو تقل وفقًا لتأثرها بالعوامل السابقة- بما يلي:
- في حالات الأورام الحميدة قد تصل نسبة النجاح إلى 95%.
- في حال الاستئصال الكلي للسرطانات بعد عام تبلغ النسبة نحو 80%.
- بعد عامين قد تصل النسبة إلى 72%.
- بعد ثلاثة أعوام من الممكن أن تصبح 65%.
التقنية المستخدمة في العملية عامل مؤثر في نسبة النجاح
تحظى التقنية المستخدمة في عملية استئصال البنكرياس بدور مهم في تحديد نسبة نجاحها، فبالطبع التقنيات الحديثة مثل المنظار والجراحة الروبوتية لها نسب نجاح أعلى من الجراحة التقليدية، وفيما يلي نوضح أهم الفروقات بينهم:
الجراحة المفتوحة
في هذه التقنية يجري الطبيب شقًا كبيرًا في البطن للوصول المباشر إلى البنكرياس والأعضاء المحيطة به، وتُستخدم هذه التقنية في حالات الأورام الكبيرة للغاية أو المعقدة.
استئصال البنكرياس بالمنظار
يعد استئصال البنكرياس بالمنظار من الأساليب الحديثة في العلاج، والتي تُستخدم في حالات الأورام الصغيرة وغير المنتشرة، وفيها يصنع الطبيب عدة شقوق صغيرة يُدخل منها أنبوب رفيع مزود بكاميرا صغيرة وأدوات جراحية دقيقة، تمكنه من استئصال الورم بسهولة من خلال متابعته للجراحة على شاشة عرض عالية الدقة.
استئصال البنكرياس بالروبوت الجراحي
يعد استخدام الروبوت الجراحي من أحدث ما توصل إليه علم جراحات الأورام، وفيه يصنع الطبيب شقوقًا صغيرة أيضًا -على غرار تقنية المنظار- ليستطيع من خلالها إمرار الأذرع الروبوتية التي يمكن التحكم بها عن طريق وحدة تحكم تتمثل في المقابض ودواسات القدم، ليتمكن الطبيب من رؤية موقع الجراحة بجودة عالية من خلال الكاميرا ثلاثية الأبعاد.
في النهاية،
في صدد حديثنا عن نسبة نجاح عملية استئصال البنكرياس، نجد أنه كلما كان التشخيص والخضوع إلى العملية بصورة مبكرة، زاد ذلك من نسبة نجاح الجراحة كثيرًا والعكس صحيح، كما يمكنكم الاطلاع على ناجون من سرطان البنكرياس لمعرفة المزيد عن كيفية التعامل مع المرض بدقة أكثر.
